جدحفص – صادق الحلواجي
نفذت بلدية المنطقة الشمالية بالتعاون مع هيئة تنظيم سوق العمل ووزارة الداخلية أمس (الثلثاء)، حملة موسعة في سوق جدحفص الشعبي لرصد العمالة السائبة (الذين انتهت فترة إقامتهم في البلاد) ومصادرة بضائعها المعروضة ضمن «فرشات» في الساحة المقابلة للسوق.
وصادر قسم خدمات النظافة بالبلدية أمس أكثر من 5 «فرشات»، في حين هرب أصحابها الآسيويون خوفا من مصادرة بطاقة هويتهم من قبل مفتشي هيئة تنظيم سوق العمل.
وأبدى عدد من أصحاب «الفرشات» والباعة في سوق جدحفص الشعبي في حديثٍ لهم مع «الوسط» ارتياحهم من الحملة التي تنفذها البلدية والهيئة، مشديين على ضرورة استمرار هذه الحملات بشكل يومي لتلافي عودة هذه العمالة لافتراش الساحات.
وفي المقابل، سجل بعض أصحاب «الفرشات» من البحرينيين اعتراضهم على عملية المصادرة والضبط، مؤكدين أن المعروضات تعود لهم وليست للعمالة الآسيوية السائبة، نافين في الوقت ذاته تأجيرهم للفرشات مقابل مبلغ مالي شهريا.
وفي تفاصيل أكثر، أوضح البائع عبدالهادي البقالي أن «سوق جدحفص الشعبي أسوة بباقي الأسواق الشعبية في البحرين كان مقتصرا على المواطنين، غير أن الأمور تغيرت تدريجيا منذ أكثر من 5 أعوام، لتسيطر العمالة الآسيوية السائبة على ثلاثة أرباع سوق جدحفص حاليا. في الوقت الذي لا يملكون فيه أية تراخيص أو سجلات تجارية تخولهم مزاولة العمل في السوق».
وأفاد أن «بعض أصحاب السجلات والفرشات يملكون سجلات تجارية أو غيرها من التصنيفات، غير أنهم يؤجرون السجل على العمالة السائبة لمزاولة العمل، مقابل تسلم مبلغ إيجار شهري منهم. لافتا إلى أنهم يحضرون للجلوس في «الفرشات» بمجرد علمهم بقدوم البلدية وهيئة تنظيم سوق العمل لتلافي مصادرة بضائعهم وإزالة (الفرشة)».
وطالب الباعة وأصحاب «الفرشات» بلدية المنطقة الشمالية بإصدار بطائق مخصصة لهم يتم إطلاع مفتشي الهيئة والبلدية عليها عند تنفيذ أية حملة. مشددين على ضرورة الاستمرار في تنفيذ مثل هذه الحملات، وخصوصا ان العمالة السائبة تعاود للعمل في السوق في اليوم التالي للحملة من دون أدنى اهتمام أو رادع فعلي.
ومن جهته، قال رئيس قسم خدمات النظافة ببلدية المنطقة الشمالية رضي علي عبدالرسول، إن «الحملة التي تنفذها البلدية بالتعاون مع الهيئة ووزارة الداخلية ستستمر لمدة أسبوعين، وهي بدأت منذ يوم أمس الأول (الإثنين)، وتشمل «الفرشات» التي عمد أصحابها إلى تأجيرها على عمال آسيويين سائبين، أو الأخرى التي تمتلك محلات تجارية داخل السوق في حين أنها تفترش الشارع».
وذكر أن «أي بائع أو صاحب فرشة بحريني مخالف، تتساعد البلدية والهيئة معه لتعديل أوضاعه قبل عملية المصادرة». مشيرا إلى أن عددا كبيرا من «الفرشات» تعود للعمالة السائبة أو المؤجرة عليها من قبل بعض البحرينيين تمت مصادرتها خلال اليومين الماضيين.
وعن البضائع التي تمت مصادرتها، أفاد رئيس خدمات النظافة أن «البلدية تتحفظ حاليا على البضائع المصادرة لمدة يومين أو ثلاثة على أقصى تقدير، وذلك بهدف تسليمها لأصحابها في حال راجعوا البلدية لإنهاء الإجراءات الرسمية في هذا الشأن، على أن تتلف في حال عدم مراجعة أصحابها للبلدية».
وعلى صعيد هيئة تنظيم سوق العمل، أفصح مفتشوها لـ «الوسط» أنهم ضبطوا 14 عاملا آسيويا انتهت فترة إقامتهم في البلاد وتمت مصادرة هوياتهم الشخصية، ولم يعيدوا تسجيل بياناتهم لدى الهيئة ووزارة العمل والجهات الأخرى ذات العلاقة»، لافتين إلى أن «أكثر من 20 آسيويا سائبا آخرين هربوا وتخلوا عن بضائعهم التي تقدر بمئات الدنانير خوفا من ضبطهم».
وأضافوا أن «غالبية العمال الذين تم ضبطهم ترتبت عليهم بلاغات هروب من كفلائهم البحرينيين».
وكانت وزارة الداخلية بالتنسيق مع هيئة تنظيم سوق العمل أغلقت قبل أشهر وبصورة مفاجئة أبواب سوق المنامة المركزي لنحو ساعتين، وذلك لضبط العمالة الأجنبية السائبة في البلاد.
وعمدت الهيئة خلال المدة المذكورة إلى ملاحقة العمال الأجانب في السوق للتأكد من صلاحية إجراءات إقامتهم في البلاد، وبما فيهم العمال الذين يعملون لدى التجار عامة في السوق، ما أثار الفوضى والضجيج، الأمر الذي أثار حفيظة كبار التجار في السوق وتسبب في حدوث مشادة كلامية مع ممثلي الهيئة المنفذين للحملة.