الجلسة الثالثة من الملتقى الحكومي الرابع تناقش “البرنامج الوطني للتوظيف”

أكد سعادة السيد جميل بن محمد علي حميدان، وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية حرصت على تنفيذ توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء، لإطلاق البرنامج الوطني للتوظيف وتحقيق النجاحات في عمليات التوظيف والتوعية للمواطنين بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.

وخلال الجلسة النقاشية الثالثة من الملتقى الحكومي الرابع والتي حملت عنوان “خلق فرص العمل الواعدة للمواطنين: البرنامج الوطني للتوظيف” وشارك فيها كل من سعادة السيد جميل بن محمد علي حميدان وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وسعادة السيد زايد بن راشد الزياني وزير الصناعة والتجارة والسياحة، وسعادة السيد أيمن توفيق المؤيد وزير شئون الشباب والرياضة، وسعادة السيد أسامة بن عبدالله العبسي الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل. أشار وزير العمل إلى أن الحكومة أولت المواطن اهتماما كبيرا بتوفير الفرص أمامه في عملية التنمية عبر ادماجه بسوق العمل، مؤكدا أن المواطن هو محور التنمية وغايتها لذلك تسعى الوزارة لتسخير امكانياتها لتنفيذ توجهات الحكومة الرشيدة بالتنسيق مع جميع الشركاء لخلق فرص العمل الواعدة للباحثين عن عمل.
وبين أن مبادرات البرنامج الوطني للتوظيف أسهمت في تحقيق تطلعات الباحثين عن عمل وإقبالهم على التسجيل وفرص التدريب، مشيرا الى تحسن المعدلات الشهرية لتوظيف الباحثين عن عمل منذ إطلاق البرنامج الوطني للتوظيف.
وقال إن وزارة العمل منحت الشركات من خلال معارض التوظيف فرصة نوعية لاستقطاب الكوادر الوطنية المؤهلة، ومنحت امتيازات ودعم للأجور والتدريب، مشيدا بالتعاون البناء بين كافة الجهات ذات العلاقة الذي كان له دور كبير في تحقيق أهداف البرنامج.
وأضاف ان الوزارة مستمرة في تطوير التوظيف والتأهيل لتعزيز تنافسية البحرينيين الباحثين عن عمل ليكون المواطن البحريني الخيار الأول في التوظيف بالقطاع الخاص، مؤكدا على حرص الوزارة على توفير فرص عمل نوعية وتدريب مميزة ومناسبة أمام الباحثين عن عمل من المواطنين من خلال إقامة معارض التوظيف العامة والمتخصصة ومساهمة الشركات الخاصة في توفير تلك الوظائف للمواطنين.
وأشار الى ان المشروع الوطني للتوظيف كان له مؤشرات إيجابية تحققت على ارض الواقع، وقد نجح في استقطاب شريحة واسعة من الباحثين عن العمل الجدد الذين بادروا للتسجيل في البرنامج، وبلغ عددهم نحو 15 ألف باحث عن عمل حتى سبتمبر الماضي، منهم نحو 7 آلاف مسجل جديد لأول مرة، وعدد 8 آلاف آخرين تم منحهم الفرصة مرة أخرى للاستفادة وإثبات جديتهم. مؤكدا على نجاح البرنامج الذي يدل على قدرة الحكومة في توفير فرص العمل للمواطنين.
وأضاف ان الحكومة نجحت في تحقيق التوازن في عملية التوظيف وذلك بأن تكون مصلحة العامل مساوية مع تحقيق مصلحة صاحب العمل وذلك من خلال تقديم مزايا عديدة لكلا الطرفين سواء كان بمبالغ التأمين ضد التعطل او بتقديم فرص التدريب المجانية او بتوفير فرص عمل بقطاعات مرغوبة، حيث أصبح معدل التوظيف في اليوم الواحد لا يقل عن 100 موظف بعد ما كان يتم توظيف 78 موظفا يوميا مما ساهم ذلك في رفع نسبة التوظيف الى 30 %.
واكد حميدان على نجاح البرنامج الذي ساعد على زيادة اقبال أصحاب العمل في تقديم الشواغر، حيث استطاعت الوزارة تسجيل أكثر من 3000 اسم لأصحاب الاعمال الذي تعاونوا بتقديم الشواغر واستقطاب الكفاءات البحرينية في موقع الوزارة، مشيرا الى ان القطاع الخاص قدم أكثر من 9 الاف شاغر للوزارة لعرضه على الباحثين عن عمل مما ساهم برفع نسبة الشواغر بنسبة 35 %.
وقال ان حصة المرأة البحرينية في التوظيف ارتفعت الى 40.9 % بعدما  كانت اقل من 25 % قبل خمس سنوات، وأصبحت المرأة تقبل على قطاعات مختلفة مثل قطاع البيع بالتجزئة، وقد تضاعف عدد البحرينيين في هذا القطاع بنسبة 92% خلال العشر سنوات الماضية، حيث كان يعمل به عدد 12 ألف في 2009 وبلغ عدد 23 ألف بحريني في 2019، مؤكدا ان الوزارة أصبحت تهتم بالوظائف النوعية مثل الوظائف الإدارية والإشرافية، حيث زاد عدد البحرينيين في الوظائف الإدارية العليا (مدير أو مدير مساعد أو مشرف) بنسبة 265 % خلال الست (6) سنوات الماضية، حيث ارتفع عدد البحرينيين من 1225 مدير ومشرف في القطاع الخاص في 2013 إلى 4475 في منتصف العام 2019.
وأوضح انه في ظل التسهيلات التي تقدمها الحكومة للمشاريع الصغيرة أصبح الشباب يتوجهون الى العمل في المنشآت الصغيرة حتى وصل عدد الموظفين فيها الى نحو 15 ألف مواطن، مشيرا الى ان هناك مشاريع جديدة سوف توفر الآلاف من الشواغر مثل شركة المنيوم البحرين “البا” وشركة نفط البحرين “بابكو” بالإضافة الى مبنى مطار البحرين الجديد.
ومن جانبه ، قال سعادة السيد زايد بن راشد الزياني، وزير الصناعة والتجارة والسياحة أن التعاون البناء والمستمر من القطاع الخاص وفي مقدمتهم غرفة تجارة وصناعة البحرين كان له أثر كبير في دعم قصة نجاح البرنامج الوطني للتوظيف، حيث كان للقطاع الخاص دور كبير في دعم أهداف البرنامج عبر خلق الوظائف المناسبة للباحثين عن عمل والتي لا ترتكز على عدد الوظائف بل إلى نوعية تلك الوظائف وكونها مجزية بعائدها المادي، مشيرا الى دور الحكومة الكبير في خلق فرص عمل نوعية برواتب مجزية أمام المواطنين من خلال تسهيل الإجراءات لبدء الأعمال.
وأضاف ان هناك ارتياحاً كبيراً من أصحاب الأعمال من المبادرات المختلفة للبرنامج عبر ما تقدمه من دعم للأجور وفرص التدريب المختلفة، مؤكدا ان مبادرات البرنامج عززت من أولوية توظيف المواطن في سوق العمل في مجالات عمل نوعية وبرواتب مجزية مما يحافظ على مرونة السوق باعتباره الركيزة الأساسية لعملية التنمية المستدامة.
وأشار الى أن إيمان القطاع الخاص وأصحاب الأعمال بقدرات وكفاءات الكوادر الوطنية أسهم في عمليات التوظيف الكبيرة خلال النصف الأول من العام الجاري من خلال تعاون أكثر من 3000 منشأة من القطاع الخاص في إطار هذا البرنامج، موضحا أن دور القطاع الخاص في تحمل المسؤولية كان أحد الأسس لنجاح البرنامج، وندعو لمواصلة دعم مبادرات البرنامج لتوظيف المزيد من الباحثين عن عمل من المواطنين.
وبدوره، أكد سعادة السيد أيمن توفيق المؤيد، وزير شئون الشباب والرياضة حرص الوزارة على الاستجابة لتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بأهمية الاستثمار في الشباب في بيئة تنافسية مفتوحة وعادلة تخدم تطلعاتهم وطموحهم، حيث كان خلق الفرص النوعية للشباب أحد أهم مجالات التعاون بين وزارة شؤون الشباب والرياضة ووزارة العمل لخلق فرص عمل واعدة.
وأشار إلى أن إعلان سمو الشيخ ناصر بن حمد عن برنامج “فرص” جاء كأحد مبادرات البرنامج الوطني لتطوير القطاع الشبابي والرياضي في البحرين “استجابة”، مضيفا ان برنامج “فرص” هي بداية قصة نجاح جديدة للشباب بإشراف الوزارة والذي يهدف إلى تقديم منح وفرص تدريبية للشباب البحريني في الشركات والمؤسسات من أجل تنمية قدرات الكوادر الوطنية.
وأضاف.. خلال اول أسبوعين بعد أطلاق برنامج ” فرص” استطعنا الحصول على 1850 فرصة تدريبية حتى الآن من الشركات والمؤسسات.
وفي السياق نفسه قال سعادة السيد أسامة بن عبدالله العبسي، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل ان توظيف البحرينيين على سلم أولويات الحكومة ونعمل مع الجهات ذات العلاقة كفريق عمل متكامل لتحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أن تعاون مؤسسات القطاع الخاص مع الهيئة بشأن تنفيذ مبادرة “تشجيع توظيف المواطنين الجامعيين”  كان متميزا، وندعوهم لمواصلة دعم الباحثين عن عمل من الجامعيين.
وأوضح ان تطبيق النظام الموازي ورفع الرسوم حفزت من عمليات توظيف المواطنين عبر تقليص فجوة التكلفة بين العامل البحريني والأجنبي، بالإضافة الى الدور التكاملي مع ” تمكين ” بتحويل 80 % من رسوم العمل إليها أسهم في دعم المؤسسات وتدريب الكوادر الوطنية.
وعلى هامش الجلسة عقد كل من سعادة السيد جميل بن محمد علي حميدان وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وسعادة السيد أيمن توفيق المؤيد وزير شئون الشباب والرياضة مؤتمرا صحفيا للإجابة على أسئلة الصحفيين لما تناولته الجلسة النقاشية الثالثة.
وكشف حميدان أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تهدف إلى توظيف 25 ألف مواطنا حتى نهاية العام الجاري بمعدل ألفي موظف شهريا، حيث وظفت الوزارة حتى الان 17700 موظف، بينما استطاعت الوزارة خلال النصف الأول من العام الجاري توظيف 11600 موظف، منهم أكثر من 5900 موظف مسجلين ضمن البرنامج الوطني للتوظيف منذ 25 فبراير، مشيرا الى أن الاحصائيات التي نشرت في العام الماضي أوضحت ان وزارة العمل وظفت 24 الف موظف منهم من تم توظيفهم من مكاتب التوظيف التابعة للوزارة، ومنهم من أشرفت وتابعت الوزارة الاعداد المتبقية من الموظفين الذين توظفوا مباشرة من أصحاب الاعمال حتى يتم تسجيلهم للمزايا والحقوق التي يمكم أن يحصل عليها الموظف وصاحب العمل.
وأشار إلى أن تأخر توظيف بعض الحالات يرجع إلى عدم قبولهم للوظائف بالإضافة الى دخول بعض الطلبة الى تخصصات غير مرغوبة في سوق العمل مثل المحاماة والخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية والجغرافية التطبيقية وأكثر التخصصات المرغوبة في سوق العمل هي تخصصات الهندسة وتقنية المعلومات، لذلك تقوم الوزارة بتصميم برامج تدريبية تسهم بتعزيز مهاراتهم وتـأهلهم لأشغال وظائف موجودة في سوق العمل، مشيرا الى الوزارة توفر أكثر من 500 برنامج مجاني لتدريب المواطنين تؤهلهم لدخول سوق العمل.
ومن جانبه قال المؤيد إنه في الأيام السابقة قامت وزارة الشباب والرياضة بالاجتماع مع العديد من الأندية الرياضية لمناقشة قانون الاحتراف الذي تمت الموافقة عليه من قبل مجلس الشورى، وبانتظار موافقة مجلس النواب عليه.