انطلقت صباح أمس زيارة المتابعة للهيئة العامة للكهرباء والماء والتي قام بها فريق التميز لهيئة تنظيم سوق العمل في إطار تعزيز قيم التبادل المعرفي وإثراء الحوارات في مجال تطبيقات وأدوات التميز، والتي يديرها مركز البحرين للتميز بهدف نشر المعرفة وثقافة التميز في أوساط القطاع الحكومي بما يعزز النموذج البحريني في مجال تطوير القدرات البشرية، والقيادات القادرة على صنع التغيير وتنمية الموارد وتطوير القطاع العام.
وقد أدار اللقاء الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة نائب الرئيس التنفيذي للهيئة للشؤون المالية والإدارية وقدم عرضاً عما أنجزته الهيئة في الفترة الماضية وعن خطة العمل لنشر ثقافة التميز والإبداع والابتكار في الهيئة بما يتناسب مع معايير نموذج البحرين للتميز، وقال في بداية حديثه ان برنامج التميز أصبح جزءاً لا يتجزأ من عمل هيئة الكهرباء اليومي لأن الهيئة تنظر اليه على انه ثقافة للوطن وليست ثقافة للهيئة فقط، وبحسب الشيخ نواف ان الهيئة بموظفيها والبالغ عددهم 3500 موظف قادرة على ترسيخ قيم في المجتمع تعني بتوفير الحياة الكريمة للمواطن وذلك قائم على مبادئ الالتزام باداء هذه العمليات. وان الهيئة الآن تعمل على تغيير السلوك الوظيفي من ثقافة الحصول على المقابل المادي الى ثقافة الانجاز الفردي الذي يصب في مصلحة الوطن.
وقدم الشيخ نواف بن إبراهيم شرحاً قال فيه “إن الهيئة العامة للكهرباء والماء من أوائل الجهات الحكومية التي طبقت برنامج بطاقة الأداء المتوازن وحصلت على شهادات عالمية، إلا أن نموذج البحرين للتميز أوضح لها خارطة الطريق نحو الحصول على التميز في الأداء المؤسسي، وان تطبيق بطاقة الأداء المتوازن ما هو إلا معيار الاستراتيجيات والسياسات”.
وتطرق الشيخ نواف إلى الخطة الإعلامية التي يقوم بها فريق التميز على تطوير فرص التحسين، وقال: إن وجود كمٍ كبيرٍ من فرص التحسين في الهيئة يعني أن هناك الكثير من العمل ممكن ان نقوم به، ولقد قامت الهيئة بتحديد مؤشرات أداء لكل موظف وسيتم ربط مدى إنتاجية الموظف وأثره على القيم العليا في الوطن، وسيكون التقييم السنوي بناء على هذه المعايير.
واكد الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة أن برنامج التميز غيّر النظرة الفنية للأمور، حيث ان التميز برنامج شامل يحدد الأهداف المشتركة ونقاط التكامل لمملكة البحرين، وان النظرة العمودية للأمور تجعل التميز فردياً بينما مركز البحرين للتميز غيّر هذه النظرة إلى مستوى أفقي وعلى مستوى الوطن ككل.
أما فريق هيئة تنظيم سوق العمل فقد حاول الاستفادة من تجربة هيئة الكهرباء والماء في التوعية الإعلامية للانجاز الذي قامت به الهيئة في تقليل الانبعاثات من محطة الرفاع 2، وقد اتفق الطرفان على أن التوعية الإعلامية في القطاع الحكومي تحتاج إلى عمل أكبر.
وتساءل نضال البناء عضو فريق التميز في هيئة تنظيم سوق العمل عن الكيفية التي يمكن أن يتم من خلالها استدامة التميز والإبداع، وما هو الأسلوب الأفضل في إيصال التميز إلى جميع الأفراد وبالتالي يكون له أثر على المواطن؟
وقد اتفق المهندس خالد المهندي مدير إدارة الاشتراكات في هيئة الكهرباء والماء مع ما ذكره البناء على أن القياديين يجب أن يؤمنوا ببرنامج التميز وبالثمار التي ستقطف من هذا البرنامج، وأن يتم إيجاد فرق قيادية تقوم بدورها في عملية التغيير وإدارة المعرفة، بما يعزز التوعية الإعلامية.
وقال إن الموظف خبير في عمله الفني ولا يجب ان يتم التدخل في الفنيات بقدر ما يمكن تغيير فكره نحو الإبداع والإنتاج لمصلحة الوطن.
وفي ختام زيارة المتابعة أكد الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة، أن برنامج البحرين للتميز أثر بشكل إيجابي على نظرة الهيئة ورؤيتها لأهدافها، حيث إن ذلك يمكن العاملين من الانتقال من صيغة التفكير المؤسسي داخل نطاق الهيئة إلى التفكير على مستوى الوطن ككل بحيث يتم التعامل مع منظومة قيم واحدة ومتكاملة لتحقيق أهداف وقيم عليا للوطن.
وأوضح أن هيئة الكهرباء والماء تسعى من خلال تفاعلها مع برنامج البحرين للتميز إلى تحقيق استدامة النجاح، ولذا فقد قامت الهيئة بوضع برنامج لقياس الممارسات المرتبطة بتحقيق القيم العليا للمملكة التي وضعتها رؤية البحرين 2030، وذلك من منطلق ادراك أهمية القياس في عملية التطوير،(فما يمكن قياسه يمكن تطويره) بحسب تعبيره.
وذكر أن الهيئة عملت على أن تكون أهدافها مرتبطة ومنسجمة انسجاما تاما مع رؤية البحرين 2030، وقامت بوضع برامج لقياس أداء مختلف الإدارات بالهيئة لرصد مدى التقدم في تحقيق أهداف الرؤية المتمثلة في (التنافسية، العدالة، الاستدامة)، كما قامت بتكوين فريق مختص لمتابعة تطبيق برنامج التميز حتى يكون جميع موظفي الهيئة يعملون بتناغم تام مع فكر التميز وأهدافه لتحقق أعلى المستويات من الشفافية والرقي.
ومن جهتها، أكدت فاطمة الجامع مدير متابعة الجودة بهيئة تنظيم سوق العمل، إن تجربة برنامج البحرين للتميز أضفت رؤية جديدة لعمل هيئة تنظيم سوق العمل، من خلال التركيز على القيمة المضافة للهيئة على المجتمع والبحرين ككل.
وقالت إن العمل بروح الفريق وتحديد مؤشرات الأداء وفرص التحسين بوضوح واعتماد مبدأ التقييم الذاتي لعمليات وأداء الهيئة، وربطها بالأهداف من منظور البحرين، لاشك سيسهم في تطوير خدمات الهيئة وتقديمها بشكل أفضل.
وأضافت أن الهيئة استفادت بشكل كبير من معايير ومؤشرات برنامج البحرين للتميز، ورؤية البحرين 2030 في تحديد هدف الهيئة وقيمها المضافة التي تخدم المجتمع.