مخاوف على الهوية الوطنية من تنامي‮ ‬أعداد‮ »‬العمالة السائبة‮«‬

حسين الوسطي
 
يبرز ملف العمالة الآسيوية السائبة كواحد من الملفات الشائكة والمؤرقة في‮ ‬الواقع البحريني،‮ ‬ومع استشعار المسئولين البحرينيين للخطر المحدق من وراء تزايد هذه العمالة،‮ ‬بات الحديث عنها مترافقاً‮ ‬مع المخاوف من تهديدها للهوية البحرينية‮.‬ ودأب وزير العمل مجيد العلوي‮ ‬وفي‮ ‬أكثر من محفل على إيصال تخوفه من تزايد أعداد العمالة الآسيوية واحتمال قلبها لموازين سوق العمل في‮ ‬البحرين‮.

‬ مخاوف الوزير لم تقف عند حدود البحرين بل ذهبت إلى أبعد من ذلك،‮ ‬إذ حذر في‮ ‬عدة مناسبات خليجية من مغبة تهديد العمالة الآسيوية للتركيبة السكانية في‮ ‬الخليج،‮ ‬حتى قال في‮ ‬إحداها‮ ”‬نحن اليوم نعمل بجد على تحقيق المعادلة الأصعب في‮ ‬الموازنة بين حماية مجتمعاتنا الوطنية من الإغراق بالعمالة الوافدة حيث تجاوز عدد الأجانب في‮ ‬البحرين ولأول مرة نسبة الـ‮ ‬50٪‮ ‬من تعداد السكان،‮ ‬وبين ضمان الحقوق الإنسانية والتعاقدية للعمالة الأجنبية‮”. ‬

المخاوف من تزايد العمالة الآسيوية لم تكن بعيدة عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي‮ ‬عبدالرحمن العطية الذي‮ ‬طالب تكراراً‮ ‬بضرورة إعادة النظر في‮ ‬وضع العمالة الوافدة لإعادة نصاب الهوية الوطنية،‮ ‬خصوصاً‮ ‬مع تجاوز أعداد هذه العمالة في‮ ‬دول الخليج حاجز الـ‮ ‬12‮ ‬مليون‮. ‬

الأرقام التي‮ ‬تصدر بشكل دوري‮ ‬عن وزارة العمل وهيئة تنظيم سوق العمل ترسم فظاعة المشهد في‮ ‬سوق العمل البحريني،‮ ‬إذ سجلت الجهات الرسمية خلال عام‮ ‬2009‮ ‬نحو‮ ‬1254‮ ‬حالة هروب بين العمالة الآسيوية‮.‬ مجلس التنمية الاقتصادية لم‮ ‬يكن بمنأى عن المخاوف التي‮ ‬تساور الشارع البحريني‮ ‬من جراء العمالة الوافدة،‮ ‬فقد خصص المجلس جزءاً‮ ‬من أحد اجتماعاته للاستماع لعرض من وزير العمل عن مبادرات الوزارة لتطبيق الاستراتيجية الوطنية والرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين‮ ‬‭,‬2030‮ ‬وركز العرض على مبادرات الحد من العمالة‮ ‬غير النظامية وكيفية التعاطي‮ ‬مع قرارات إبعادها وتوقيف المخالفين منها من خلال خطوات عملية وإجرائية لتحسين شروط الملاحقة للعمالة‮ ‬غير النظامية‮.‬

وتنفيذاً‮ ‬لقرارات اللجنة الوزارية المشكّلة بتوجيهات صاحب السمو الملكي‮ ‬الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي‮ ‬العهد بشأن معالجة ظاهرة العمالة‮ ‬غير النظامية في‮ ‬مملكة البحرين،‮ ‬تم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تنظيم سوق العمل والإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة بوزارة الداخلية،‮ ‬والنيابة العامة،‮ ‬تستهدف تبادل المعلومات بين المؤسسات الرسمية الثلاث في‮ ‬معالجة ظاهرة العمالة‮ ‬غير النظامية في‮ ‬المملكة،‮ ‬وتبادل المعلومات في‮ ‬حالات الترحيل للعمالة الأجنبية‮ ‬غير النظامية وبالأخص المذكرات النهائية التي‮ ‬تبين توفر حالة من حالات الترحيل وفقاً‮ ‬للقانون في‮ ‬مدة أقصاها‮ ‬48‮ ‬ساعة‮. ‬

 المواطنون‮ ‬يتوجسون خيفة من العمالة السائبة

 أبدى عدد من المواطنين تخوفهم من جراء تزايد ظاهرة العمالة السائبة في‮ ‬البحرين،‮ ‬واعتبروا أن هذه الظاهرة تهدد النسيج الاجتماعي،‮ ‬وطالبوا الحكومة بوضع ضوابط صارمة للحد من تزايدها‮.‬ وقال المواطن حسين منصور إن تزايد العمالة السائبة خلق الكثير من المخاوف وشكل هاجساً‮ ‬لدى المواطنين،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن‮ ”‬تزايد هذه الظاهرة سيؤثر سلباً‮ ‬سواء على مستوى العادات والتقاليد أو على مستوى تزايد معدل الجريمة في‮ ‬البحرين،‮ ‬كما لا‮ ‬يمكن‮ ‬غض الطرف عن تأثير هذه العمالة على المستوى المعيشي‮ ‬والسياسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬للبحرين،‮ ‬وفي‮ ‬المحصلة النهائية فإن المتضرر الأول هو المواطن‮”.‬

من جانبها،‮ ‬اتفقت المواطنة شيخة العليوي‮ ‬على أن تزايد ظاهرة العمالة السائبة‮ ‬يشكل هاجساً‮ ‬للمواطنين وبالأخص فيما‮ ‬يتعلق بالوظائف،‮ ‬مبينة أن‮ ”‬الشاب البحريني‮ ‬هو الأكفأ للعمل في‮ ‬الوظائف التي‮ ‬يشغلها الأجانب من باب خدمة الوطن وتحقيق الأفضل،‮ ‬على خلاف الأجنبي‮ ‬الذي‮ ‬يعمل في‮ ‬البحرين ولا تهمه المصلحة الوطنية‮”‬،‮ ‬مطالبة الحكومة بأن تضع سقفاً‮ ‬لتوظيف العمالة الأجنبية‮.‬

وفيما‮ ‬يتعلق بسكن العزاب الآسيويين،‮ ‬رأت العليوي‮ ‬ضرورة الحد من تواجد العزاب في‮ ‬الأحياء السكنية،‮ ‬وذلك لما له من الأثر البالغ‮ ‬في‮ ‬انتشار الجرائم ومن بينها التحرش الجنسي،‮ ‬إلى جانب تهديده للسلم الأهلي،‮ ‬وشددت على ضرورة أن‮ ‬يخضع سكن العزاب لرقابة قانونية شديدة،‮ ‬بالإضافة إلى إعادة النظر في‮ ‬الإطار التشريعي‮ ‬الذي‮ ‬ينظم سكن العزاب‮.‬ إلى ذلك،‮ ‬قال المواطن عبدالرحمن الدوسري‮ ‬إن‮ ” ‬وجود العمال الآسيويين ليس مقبولا في‮ ‬جميع الأحوال،‮ ‬ولكن‮ ‬يمكن القبول بوجودهم في‮ ‬قطاع البناء لعزوف البحرينيين عن العمل في‮ ‬هذا القطاع،‮ ‬واختلف مع إعطاء الفرصة للأجانب للعمل في‮ ‬باقي‮ ‬الوظائف على حساب البحرينيين‮”.

‬ ورفض الدوسري‮ ‬تواجد العزاب الآسيويين وسط الأحياء السكنية،‮ ‬معتبراً‮ ‬أن ذلك لا‮ ‬يتوافق مع عادات وتقاليد أهل البحرين،‮ ‬موضحاً‮ ‬أن الآسيويين‮ ‬يتسببون بمشكلات كثيرة تتمثل في‮ ‬خروجهم بملابس‮ ‬غير لائقة فضلاً‮ ‬عن افتقادهم للنظافة ورميهم الأوساخ في‮ ‬الشوارع‮.‬ وطالب الحكومة بتوفير مجمعات سكنية خاصة بالعزاب الآسيويين توفر فيها جميع الخدمات الخاصة بهم،‮ ‬أسوة بما هو معمول به في‮ ‬قطر ودبي،‮ ‬على حد قوله‮.

‬ من جانبها،‮ ‬اعتبرت المواطنة سامية حسن أن ظاهرة العمالة السائبة من المشكلات الملحة التي‮ ‬تستدعي‮ ‬تضافر جهود جميع المسئولين لما لها من تأثيرات سلبية كثيرة‮. ‬

وتحدثت عن أن ظاهرة العمالة ساهمت في‮ ‬تلوث النسيج الاجتماعي‮ ‬والتركيبة السكانية،‮ ‬بالإضافة لمزاحمتهم لأرزاق بعض المواطنين في‮ ‬بعض المهن،‮ ‬مما جعلهم أكثرية في‮ ‬بعض الوظائف‮.‬ من جانب آخر،‮ ‬أشارت حسن إلى أن‮ ”‬غالبية مساكن العزاب آيلة للسقوط وتفتقد إلى أبسط الشروط الصحية‮”‬،‮ ‬وقالت‮:” ‬لا‮ ‬يمكن التغاضي‮ ‬عن التأثيرات الأخلاقية للعمالة السائبة،‮ ‬والتي‮ ‬تصل إلى حد التحرش الجنسي‮ ‬بالأطفال‮”.

‬وطالبت الحكومة بضرورة تخصيص سكن لعمال المناطق الصناعية،‮ ‬على أن تكون في‮ ‬منطقة بعيدة عن الأحياء السكنية،‮ ‬ورأت الحاجة لوضع قانون‮ ‬يحد من تدفق هذه العمالة‮. ‬

‮»‬المستقبل‮« ‬تدرس التحقيق في‮ »‬العمالة السائبة‮« ‬

أعلن رئيس كتلة المستقبل النائب حسن الدوسري‮ ‬عن دراسة الكتلة تقديم طلب لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية بخصوص العمالة السائبة،‮ ‬منوهاً‮ ‬إلى أن التحرك سيكون بالتنسيق مع باقي‮ ‬الكتل النيابية‮.

‬ وأوضح الدوسري‮ ‬أن لجنة التحقيق تستهدف البحث عن آلية سريعة وفعالة للقضاء على هذه الظاهرة،‮ ‬معتبراً‮ ‬أن تفاقمها من شأنه تهديد الهوية البحرينية،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن انعكاساتها السلبية على أرزاق البحرينيين،‮ ‬نظراً‮ ‬لتغلغل هذه العمالة في‮ ‬كثير من القطاعات بسوق العمل‮. ‬وقال إن قرار حرية انتقال العامل الأجنبي‮ ‬سيفاقم من ظاهرة العمالة السائبة‮. ‬ البوعينين‮ ‬يحمل الحكومة المسئولية

من جانبه سجل النائب الأول لرئيس مجلس النواب رئيس كتلة الأصالة الإسلامية النائب‮ ‬غانم البوعينين دعم كتلته لتشكيل لجنة تحقيق في‮ ‬موضوع العمالة السائبة،‮ ‬وقال‮:” ‬سندعم أي‮ ‬توجه‮ ‬يصب في‮ ‬مصلحة البلد والمواطن‮”.‬ وأوضح البوعينين أن كتلته تقدمت بمقترح قانون لتجريم إيواء والتستر على العامل الأجنبي‮ ‬الهارب،‮ ‬فيما جاء رد الحكومة على المقترح‮ ‬غير مقنع،‮ ‬بحسب تعبيره‮.‬

 وحمّل البوعينين الحكومة مسؤولية القضاء على العمالة السائبة،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن أماكن تواجد العمالة واضحة ولا تحتاج لجهد كبير للقضاء عليها،‮ ‬وقال‮ ”‬لو تضافرت الجهود من قبل الجهات المعنية بتنفيذ حملات الرقابة والتفتيش ستختفي‮ ‬هذه العمالة من الشوارع‮”.‬

وتحدث البوعينين عن اقتحام العمالة السائبة لبعض الأعمال ومزاحمتها للبحرينيين في‮ ‬بعض القطاعات ومن بينها مهنة الصيد،‮ ‬مبيناً‮ ‬أن‮ ”‬هناك ما لايقل عن‮ ‬3000‮ ‬قارب‮ ‬غير مرخص،‮ ‬فلا بد من ضبط هذه المخالفات للقضاء على العمالة السائبة التي‮ ‬أصبحت تقاسم المواطن لقمة عيشه‮”.‬

‮»‬المنبر‮«: ‬لجان التحقيق الخيار الأخير من جانبه،‮ ‬

اعتبر نائب رئيس كتلة المنبر الوطني‮ ‬الإسلامي‮ ‬النائب علي‮ ‬أحمد أن اللجوء إلى لجان التحقيق‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون الخيار الأخير،‮ ‬وشدد على بذل كل الجهود لحل الموضوع من خلال الأدوات البرلمانية المتاحة‮.‬ وقال أحمد‮:” ‬لا‮ ‬يمكن التغاضي‮ ‬عن الدور الرئيسي‮ ‬لوزارتي‮ ‬الداخلية والعمل في‮ ‬ملاحقة العمالة السائبة‮”‬،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن‮ ”‬التحركات للحد من هذه الظاهرة‮ ‬غير فعالة‮”.‬

وأشار أحمد إلى أن كتلته كان لها تحرك لحلحلة هذا الملف عبر تقديم اقتراح برغبة لمعالجة ظاهرة العمالة السائبة،‮ ‬بالإضافة إلى اقتراح بقانون بخصوص عقاب من آوى او تستر على كل عامل هارب‮.‬ زينل‮: ‬الغرفة ترفض وجود‮ »‬العمالة السائبة‮«‬ أكد النائب الأول لرئيس‮ ‬غرفة تجارة وصناعة البحرين إبراهيم زينل رفض الغرفة لوجود العمالة السائبة،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن القضاء عليها منوط بالجهات المعنية من خلال اتخاذ الإجراءات الصارمة‮. ‬ وتحدث زينل عن أن وجود العمالة السائبة في‮ ‬القطاع الخاص من شأنه تضخيم نسبة البطالة في‮ ‬البحرين،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن أن ذلك‮ ‬سيؤخر إصدار إجازات عمل للتجار الجادين في‮ ‬العمل‮. ‬

وأوضح أن قرار حرية انتقال العمالة الآسيوية سيفاقم من مشكلة العمالة السائبة في‮ ‬سوق العمل،‮ ‬وهو ما تم التأكيد عليه في‮ ‬اجتماعات اللجنة المشتركة مع وزارة العمل‮.‬

حمادة‮: ‬الانتهاء من مدينة العزاب بالحد

 أعلن رئيس بلدي‮ ‬المحرق محمد حمادة عن انتهاء العمل في‮ ‬مشروع مدينة سكن العزاب بالحد خلال هذا الأسبوع،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن المجلس سيعقد ندوة‮ ‬يدعو فيها المسئولين وبالخصوص أصحاب المقاولات ممن لديهم سكن عمال وسط الأحياء السكنية للبدء في‮ ‬نقلهم إلى هذه المدينة،‮ ‬وسيكون ذلك بالتنسيق مع وزارة العمل،‮ ‬وأوضح حمادة أن مشروع المدينة‮ ‬يتسع ما‮ ‬يقارب من‮ ‬7000‮ ‬عامل‮.‬ ووصف حمادة وجود العزاب الآسيويين وسط الأحياء السكنية بـ‮”‬المظهر‮ ‬غير الحضاري‮”‬،‮ ‬وقال‮:” ‬وجودهم في‮ ‬الأحياء السكنية‮ ‬يسبب كثيرا من الحرج للأهالي،‮ ‬وذلك لاختلاف سلوكهم عن عادات وتقاليد أهل البحرين،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن خروجهم بلباس‮ ‬غير لائق‮”.

‬ وقال نائب رئيس بلدي‮ ‬العاصمة طارق الشيخ إن المجلس‮ ‬يدعم تشييد مدينة للعزاب،‮ ‬غير أنه لم‮ ‬يخفِ‮ ‬قلقه من أن تشكل هذه الخطوة خطراً‮ ‬على المجتمع،‮ ‬إذ إن عزل الآسيويين في‮ ‬مدن خاصة من شأنه إنشاء كيانات خاصة بهم وتكون بيئة خصبة لظهورالعصابات وانتشار الجرائم،‮ ‬كما حصل في‮ ‬دبي،‮ ‬واقترح إنشاء مساكن للعزاب في‮ ‬المحافظات بعيداً‮ ‬عن الأحياء السكنية‮.‬

وأكد الشيخ تمسك المجلس برفع اشتراطات سكن العزاب والتي‮ ‬سُلمت إلى وزير شؤون البلديات والزراعة ومجلس النواب لوضع حد لظاهرة سكن العزاب المخالف،‮ ‬فيما لم‮ ‬يخفِ‮ ‬امتعاضه من عدم قدرة المجلس البلدي‮ ‬على اتخاذ أي‮ ‬إجراء إزاء هذه الظاهرة،‮ ‬وأرجع ذلك إلى‮ ‬غياب الإطار القانوني‮. ‬وأشار إلى أن نسبة الآسيويين القاطنين وسط العاصمة وصلت إلى‮ ‬70٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬القاطنين في‮ ‬المنطقة،‮ ‬معتبراً‮ ‬أن هذه النسبة تشكل وضعاً‮ ‬مخيفاً‮ ‬على البحرين‮.‬

وبث الشيخ معاناة المواطنين من ظاهرة سكن العزاب التي‮ ‬باتت تؤرقهم من خلال المشاهد اليومية المتكررة،‮ ‬والمتمثلة في‮ ‬تزايد أوكار الدعارة بين الآسيويين،‮ ‬إذ أن هذه المناطق تعد بيئة خصبة لانتشار الرذيلة،‮ ‬كما أبدى الشيخ استيائه من الممارسات الخارجة عن عادات وتقاليد أهل البحرين،‮ ‬من خلال خروج الآسيويين بلباس‮ ‬غير لائق،‮ ‬وافتقاد أماكن تجمعهم للنظافة‮.‬ من جهته،‮ ‬رأى رئيس بلدي‮ ‬الشمالي‮ ‬يوسف البوري‮ ‬أن حل ظاهرة سكن العزاب‮ ‬يتمثل في‮ ‬إنشاء مدينة خاصة بهم،‮ ‬واقترح أن تكون هذه المدينة في‮ ‬مناطق بعيدة عن سكن المواطنين،‮ ‬ونوه إلى أن هناك مناطق عدة مناسبة لإقامة مثل هذه المشاريع من بينها،‮ ‬منطقة رأس حيان وشرق الحد‮.‬ وفيما‮ ‬يتعلق بمناطق المحافظة الشمالية التي‮ ‬ينتشر فيها الآسيويين،‮ ‬بين البوري‮ ‬أن‮ ‬80٪‮ ‬من مناطق الشمالية‮ ‬يتغلغل فيها العزاب الآسيويين وسط الأحياء السكنية،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن ظاهرة سكن العزاب أخذت الحيز الكبير في‮ ‬مناقشات المجلس‮.

‬ وأشار البوري‮ ‬إلى أن هناك لجنة تنسيقية بين وزارات الدولة تضم العمل والداخلية والصحة والبلديات للتوصل إلى رؤى مشتركة تسهم في‮ ‬حل هذه الظاهرة‮. ‬ وأضاف البوري‮ ‬إن قرية بوري‮ ‬لم تكن بمنأى عن أوكار الدعارة وانتشار الخمور والمخدرات بسبب كثرة أعداد سكن العزاب،‮ ‬ولم تكن المناطق الأخرى أقل من ذلك،‮ ‬فظاهرة العمالة الآسيوية تعج بكثير من المشاكل أبرزها خروجهم بلباس‮ ‬غير لائق،‮ ‬واحترافهم السرقات،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن انعدام الأمان في‮ ‬المناطق التي‮ ‬يقطنون فيها‮.‬

إلى ذلك،‮ ‬توافق رئيس بلدي‮ ‬الوسطى عبدالرحمن الحسن مع باقي‮ ‬رؤساء المجالس البلدية في‮ ‬فكرة إنشاء مدينة خاصة بالآسيويين،‮ ‬فيما رأى إمكان استثناء العاملين في‮ ‬البرادات والمطاعم،‮ ‬قائلاً‮:” ‬لا حاجة لنقل عمال البرادات والمطاعم إلى مساكن بعيدة عن الأحياء السكنية،‮ ‬إذ من الضروري‮ ‬تواجدهم في‮ ‬مساكن قريبة من أعمالهم‮”.‬ وتحدث الحسن عن افتقار البحرين لقانون‮ ‬ينظم عملية تأجير الشقق والمنازل على العزاب الآسيويين،‮ ‬وأوضح أن المجلس كانت له تحركات جادة لضبط عملية التأجير،‮ ‬إلا أن هذه التحركات لم تكلل بالنجاح على اعتبار أن المجلس ليس الجهة المختصة بذلك،‮ ‬على حد قوله‮.

‬ وقال الحسن‮: ‬إن‮ ”‬مساكن الآسيويين العزاب ملاصقة لمنازل المواطنين،‮ ‬ما‮ ‬يشكل خطورة على أبناء المنطقة‮”‬،‮ ‬منوهاً‮ ‬إلى أن المجلس أجرى مسحاً‮ ‬ميدانياً‮ ‬على سكن العزاب،‮ ‬تبين من خلاله وجود‮ ‬غرف‮ ‬يقطن فيها عدد‮ ‬يفوق الـ10‮ ‬أشخاص،‮ ‬واقترح الحسن تشديد الإجراءات بأن‮ ‬يُقلّص عدد القاطنين في‮ ‬الغرفة الواحدة ليكون‮ ‬4‮ ‬أشخاص‮. ‬واستعرض الحسن مجموعة من المشاكل التي‮ ‬يخلقها سكن العزاب الآسيويين بمحافظة الوسطى،‮ ‬تصدرتها قضايا الاعتداء الجنسي‮ ‬على الأطفال،‮ ‬كما أن تجول العمالة الآسيوية وسط الأحياء السكنية بلباس‮ ‬غير لائق مظهر‮ ‬غير حضاري‮ ‬وبعيدٍ‮ ‬عن عادات وتقاليد أهل البحرين‮.‬

لجنة عليا للحملة الوطنية لمعالجة ظاهرة العمالة‮ ‬غير النظامية 

تضم‮ ‬16‮ ‬عضواً‮ ‬يمثلون‮ ‬9‮ ‬مؤسسات حكومية وأهلية 

قرر وزير العمل رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم سوق العمل د.مجيد العلوي‮ ‬تشكيل لجنة عليا للإشراف على الحملة الوطنيـة لمعالجة ظاهـرة العمالة‮ ‬غير النظامية برئاسة الرئيس التنفيذي‮ ‬لهيئة تنظيم سوق العمل علي‮ ‬رضي‮ ‬تختص بالإشراف العام على الحملة الوطنية لمعالجة ظاهرة العمالة‮ ‬غير النظامية،‮ ‬وتتولى مهام رسم السياسة العامة للمشروع ومتابعة عمل اللجان الفرعية الأخرى العاملة في‮ ‬المشروع،‮ ‬كما تتولى الإشراف على الحملة الإعلامية،‮ ‬وتذليل الصعوبات والمعوقات التي‮ ‬قد تعترض سير العمل في‮ ‬المشروع‮.

 ‬ونص القرار الوزاري‮ ‬والذى‮ ‬يحمل رقم‮ (‬2‮) ‬لسنة‮ ‬2010‮ ‬على أن تقوم اللجنة أيضا بإعداد تقارير دورية بشأن نتائج الحملة ورفعها إلى اللجنة الوزارية لمعالجة العمالة‮ ‬غير النظامية،‮ ‬وأن تتمتع اللجنة بصلاحيات الاستعانة بهم من أهل الخبرة أو ذوي‮ ‬الشأن لمناقشتهم والاستماع لآرائهم‮. ‬

 وضمت اللجنة‮ ‬16‮ ‬عضواً‮ ‬يمثلون‮ ‬9‮ ‬مؤسسات بالقطاعين الحكومي‮ ‬والأهلي‮ ‬ذات العلاقة بظاهرة العمالة‮ ‬غير النظامية‮ ‬،‮ ‬وهم:نائب الرئيس لشؤون الضبط القانوني‮ ‬بهيئة تنظيم سوق العمل‮ ‬يونس الهرمي،‮ ‬والمستشار القانوني‮ ‬بالهيئة عبدالرحمن فارس،‮ ‬ومدير الإعلام والاتصال بالهيئة وحيد البلوشي،‮ ‬ومدير إدارة تطوير السياسات بالهيئة نضال البناء،‮ ‬ومدير إدارة المشاريع الخاصة أحمد الخباز‮ ‬،‮ ‬ورئيس نيابة الوزارات والجهات العامة بالنيابة العامة ممدوح المعاودة،‮ ‬والوكيل المساعد للتجارة المحلية بوزارة الصناعة والتجارة حميد رحمة،‮ ‬ورئيس قسم الخدمات الهندسية بوزارة الصناعة والتجارة المهندس‮ ‬ياسر خلف،‮ ‬ومدير إدارة التفتيش والنقابات العمالية بوزارة العمل أحمد الحايكي،‮ ‬ومدير إدارة البحث والمتابعة الأمنية بوزارة الداخلية المقدم‮ ‬غازي‮ ‬السنان،

‮ ‬ورئيس قسم البحث والمتابعة بوزارة الداخلية النقيب طلال تقي‮ ‬،‮ ‬كما ضمت اللجنة في‮ ‬عضويتها عن وزارة الثقافة والإعلام جهاد الجودر وأحمد عبدالرحمن،‮ ‬إضافة الى الرئيس التنفيذي‮ ‬لغرفة تجارة وصناعة البحرين إبراهيم اللنجاوي،‮ ‬والأمين العام المساعد للشباب العامل بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين عبدالقادر الشهابي،‮ ‬وعن جمعية المقاولين البحرينية عبدالجبار أحمد حماد‮.‬