ثورة اصحاب الكُرباج

عادل مرزوق
ماذا بعد..؟

2009-05-25

صعب على من تعود أن يحمل بيديه “الكرباج” سيداً لا يعصى، أن يتحول لإنسان جديد يملك المال لا الأنفاس. صعب على من تعود على المفاخرة بأعداد “عبيده” أن يتعامل مع بشرٍ أحرار يعلمون بعقود عمل لا عقود ملكية عقوبة التمرد عليها هي “الضرب” و”الإهانة” و”الطرد” إلى المطار.
هكذا تحولت إحدى أثمن نتاجات وانجازت هيئة تنظيم سوق العمل عبر اقرار حرية انتقال العامل الأجنبي إلى “كارثة” حسبما يكتب بعض الزملاء في الصحف، فالمطلوب – حسبما تقتضي مصالح البعض – هو أن تبقى الحال على ما هي عليه، أن يبقى أصحاب الأعمال أرباباً يحملون “الكرباج” على ظهور الأجانب الذين هم في المحصلة (عبيد) لا تجوز لهم الحرية.
ما يريده هؤلاء أيضاً هو ألا يكون البحريني والأجنبي في ميزان العمل سواء، يريدون أن تبقى أجور الأجانب على حالها “رمزية” في أكبر سوق نخاسة في العالم.
ليس غريباً أن تصطف خيمة التجار مع معسكر بعض التجار ممن تستهويهم ثقافة “الكرباج”، فهي بيتهم. الغريب، هو أن تنجر بعض الكتل النيابية التي وافقت على التشريع نفسه، وهو ما يؤكد أن للمال قوته في التأثير على البعض.