صندوق العمل يطلق دراسة بحثية لتحديد حالات القصور في المهارات في سوق العمل البحريني
يستعد صندوق العمل لإطلاق اكبر دراسة تفصيلية شاملة حول المهارات والمهن المتاحة في البحرين وحول ما يتطلبه سوق العمل في المملكة فعلا من المهارات والمهن. وسوف يتم إجراء هذه الدراسة من قبل مجموعة ألين الاستشارية Allen Consulting Group – ACG، وهي شركة استرالية رفيعة المستوى.
وبالاشتراك مع فريق من الباحثين المتخصصين والخبراء الاقتصاديين الاستراليين، ستعمل مجموعة ألين الاستشارية مع شركاء استراليين آخرين ومع مجموعة بحرينية لمدة تقارب اثني عشر شهرا لإجراء الدراسة وتحليل النتائج. وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لصندوق العمل عبدالإله القاسمي: تشهد مملكة البحرين في الوقت الراهن إعادة تشكيل لمستقبلها من خلال حركات إصلاح رئيسية ثلاث وهي إصلاح الاقتصاد وسوق العمل والنظام التعليمي، حيث من المتوقع ان تساعد دراسة حالات القصور في المهارات على تحقيق هدفين رئيسيين هما توفير تحليل تفصيلي لجميع الثغرات والفجوات في المهارات ومجالات القصور والمتطلبات والاتجاهات الحالية منها والظاهرة لاحقا للمساعدة في إعادة مواءمة أنظمة التعليم والتدريب لدينا لتستجيب بشكل أكثر فاعلية لاحتياجات ومطالب سوق العمل.
وعلى المدى البعيد، سيكون لهذا الأمر بالغ الأثر على سوق العمالة لأنه سيتم تجهيز البحرينيين بالمهارات الأكثر أهمية وطلبا لتلبية احتياجات السوق.
إن اختيار مؤسسة (ACG) قد تم بعد الدعوة إلى تقديم عطاءات مناقصة عامة من خلال مجلس المناقصات وبعد تقييم متعمق لجميع العطاءات التي تم إعداد قائمة مختصرة بها، وقد حصلت مؤسسة (ACG) على أعلى الدرجات فيما يتعلق بالنوعية والجودة والأبعاد الفنية التي حددها صندوق العمل، فضلا عن تقديمهم سعرا منافسا.
وقد تم توقيع العقد صباح أمس الاربعاء من قبل القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لصندوق العمل السيد عبدالاله القاسمى والبروفسور ستيفن بارتوس مدير، مجموعة ألين الاستشارية.
تفاصيل البحث ستركز الدراسات الاستطلاعية التي تشكل المحاور الرئيسية للدراسة على مختلف المهارات والمهن الفردية في عشر من القطاعات الاقتصادية بما في ذلك الإنشاءات، الخدمات التجارية، تقنية المعلومات، المواصلات والنقل والدعم اللوجستي، الصناعة، التجارة، الاتصالات، الصحة، التعليم، القطاع العام.
وسوف تستخدم مؤسسة (ACG) منهجيات بحث نوعية وكمية إضافة إلى تحليل مجموعة من السيناريوهات باستخدام تقنيات نماذج الاقتصاد القياسي من اجل التوصل إلى النتائج المرجوة.
وسوف يشكل نقل المعرفة عنصرا أساسيا من عناصر هذه الدراسة- وبينما سيتولى قيادة هذه الدراسة ائتلاف من ثلاث مؤسسات استرالية، ستكون هناك مشاركة نشطة من جانب مؤسسة محلية من مملكة البحرين.
ويقول صندوق العمل بان هذا التحرك سوف يعزز نقل المعرفة المتعلقة بإدارة وتحليل جمع البيانات للشركات البحرينية، الذي يشكل بدوره عنصرا حاسما في تعقب التغيير وتوقع متطلبات السوق المستقبلية.
وتتألف الشركات الاسترالية من الشركات التالية: مجموعة ألين الاستشارية؛ وهي المؤسسة الرئيسية، وشركة فرعية لمجموعة ألين الاستشارية وتدعى مركز الشؤون العامة للشركات؛ ومعهد إيدوس وهو عبارة عن ائتلاف من الجامعات الاسترالية.
وضع المعايير وقال نائب الرئيس لدعم المؤسسات وتنمية الثروة البشرية في صندوق العمل الدكتور أحمد عبد الغني الشيخ: على الرغم من أن الوقت مازال مبكراً لعرض التفاصيل الدقيقة لمنهجية الدراسة، فإننا واثقون بأنها ستحقق معايير صندوق العمل- ولن تكون الدراسة تفصيلية فحسب، بل ستغطي أيضاً عينة تمثيلية ستمكننا من بناء القرارات الاستثمارية والمبادرات والإجراءات المستقبلية على أساس قاعدة بيانات ومعلومات أكثر صحة وموثوقية.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة في البحرين كما هو حال سائر دول مجلس التعاون الخليجي إلى بناء مخزون من المهارات الوظيفية التي ستمكننا من العمل نحو وضع مهارات ومعايير مهنية موحدة.
ومن شأن هذا أن يساعد أنظمة التدريب والتعليم فيما بعد على تحسين مستوى التدريس و التوجيه الوظيفي لديها، والأهم من ذلك أنه سيجعل البحرينيين أكثر قدرة على التنقل بما أن مؤهلاتهم ستلبي معايير إقليمية.
كما ستتم مشاركة المنافع المتحققة من هذه الدراسة مع أرباب العمل والموظفين والطلاب والباحثين عن العمل الذين سيصبحون قادرين على اتخاذ قرارات مدروسة حول مستقبلهم الخاص وحول نمو وتطور قطاعي الشركات والصناعة.
وبالإضافة إلى ذلك، ستستطيع الجامعات والمدارس الى الاستفادة من نتائج الدراسة للتوجيه والوعي والتنمية بشأن المهن. كما سيسعى مزودو التدريب لتلبية متطلبات السوق الحالية و المستقبلية. وسينتفع أيضاً واضعو سياسات سوق العمل من الدراسة إلى حد بعيد.
وقال مدير مجموعة ألين الاستشارية (ACG) البروفسور ستيفن بارتوس: إن الدراسة ستوفر منافع إضافية مثل عقد مؤتمر إقليمي حول المهارات في البحرين لإجراء تحليل عالي المستوى لسوق العمل البحريني وتنمية المهارات من منظور إقليمي، وإجراء مسح بيئي لتحديد كيفية عمل سوق العمل البحريني مقارنة مع دول الخليج الأخرى؛ وتحليل للاتجاهات العالمية في أسواق العمل والمهارات والاقتصاديات؛ إلى جانب نظرة عامة على منهج التفكير العالمي الرائد فيما يخص القضايا والتحديات الناشئة.
كما ستقدر الدراسة حجم الطلب على المهارات في كل قطاع لتحديد حالات القصور والمتطلبات من خلال تحليلات السيناريو التي من شأنها أن تحدد عددا من الفرص المستقبلية الممكنة لسوق العمل البحريني. وستربط الدراسة المهارات المطلوبة بمختلف الفرضيات الاقتصادية وتلك المتعلقة بوضع سوق العمل كما ستشمل تقديرا مدة تتراوح ما بين 5 إلى 10 سنوات وخطة استراتيجية حول المهارات من أجل معالجة حالات القصور والمتطلبات المحددة.
وأضاف البروفسور ستيفن بارتوس: نحن عاكفون حاليا على تعيين مدير بحريني لهذا المشروع حيث سيساعد في تنظيم وتنفيذ الأعمال الميدانية والمساعدة في التحضير للمؤتمر المقترح وتنظيم ترجمة المواد البحثية من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس إذا استلزم الأمر.
وأضاف: إننا ندرك التحديات الرئيسية التي يحاول صندوق العمل البحريني التغلب عليها من خلال خطته الاستراتيجية للأعوام 2007- 2010 مثل ثبات الأجور والمعايير المعيشية المنخفضة وتدني مستوى تنمية المهارات وتوسع الطبقة الدنيا واداء مؤسسات الأعمال وكيفية تطبيق سياسات في سوق العمل وتوحيد المعايير.
وقال القاسمي: إنه من خلال تحليل الفجوات والثغرات القائمة بين مستوى المهارات الحالية للقوى العاملة البحرينية ومتطلبات المهارات المستقبلية والناشئة، فإننا نتوقع أن تساعد هذه الدراسة صندوق العمل على تحقيق استراتيجيته المتعلقة برسملة وتطوير مواهب ومهارات بحرينية ذات قيمة مضافة في مهن مجزية ودعم القطاع الخاص في معرفة المهارات اللازمة له.