أكدت سعادة السيدة نوف عبدالرحمن جمشير الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص، أهمية تنمية القدرات في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، لاسيما للمتعاملين المباشرين مع مختلف الشرائح الاجتماعية والعمالة على وجه الخصوص، بما يمنحهم القدرة على التعرف وكشف الضحايا أو الحالات المشتبه بتعرضها إلى الاتجار ومساعدتها.
جاء ذلك خلال حفل تكريم المشاركين في “برنامج تدريب المدربين لمكافحة الاتجار بالأشخاص” بنسختها العربية الثانية، والذي نظمها المركز الإقليمي للتدريب وبناء القدرات لمكافحة الاتجار بالأشخاص التابع لهيئة تنظيم سوق العمل، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، بمشاركة 28 متدربًا من موظفي قطاعات وجهات حكومية مختلفة منها موظفي قطاع الإعلام والقطاع الطبي وموظفي المنافذ والأمن العام بوزارة الداخلية، وقطاع التفتيش والعدالة الجنائية. وشملت 7 وحدات تدريبية تتمثل في مهارات التدريب في مكافحة الاتجار بالأشخاص: المفاهيم الرئيسية والأنماط السائدة، الأطر القانونية، الصدمة والإيذاء وضحايا الاتجار، التعرف على الضحايا وفحصهم، الإسعافات الأولية النفسية، إلى جانب وحدة التدريب على العمل مع المترجمين.
ونوهت جمشير إلى أن الاهتمام بتطوير الكوادر الوطنية في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص يأتي نتيجة لما يتطلبه هذا الموضوع من إلمام واسع وبدرجة عالية من الإتقان للتعرض والتصدي إلى مثل هذه الجرائم العابرة للحدود، لاسيما وأن هذا النوع من الجرائم يعد من أكثر القضايا تعقيداً وتشعبًا وتطورًا من حيث الأساليب المعقدة التي تقوم عليها، مما يتطلب الكشف عنها جهدًا استثنائيًا ومهارات عالية.
وأضافت: التدريب المستمر يعد مكملًا ومعززًا للجهود التي تبذلها المملكة للحفاظ على بيئة عمل سليمة ترفض الممارسات المضرة بسوق العمل التي قد تتعرض لها بعض فئات العمالة، كالاستغلال والابتزاز والاتجار بالأشخاص.
وتابعت: نعمل من خلال المركز الإقليمي للتدريب وبناء القدرات لمكافحة الاتجار بالأشخاص، إلى الارتقاء بالمهارات والقدرات في مختلف القطاعات، مع الحرص على خلق جيل من المدربين الوطنيين المؤهلين والقادرين على العطاء والتدريب في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص وذلك من خلال برنامج تدريب المدربين بما يوسع قاعدة المستفيدين، حيث يتم منح المشاركين شهادة معتمدة من قبل المركز ليكونوا مؤهلين لتقديم مختلف البرامج التدريبية التي تعنى بمجال مكافحة الاتجار بالأشخاص في قطاعات عملهم.
يشار إلى أنّ المركز الإقليمي للتدريب وبناء القدرات لمكافحة الاتجار بالأشخاص، أول بيت خبرة وتدريب إقليمي في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص في المنطقة، يعمل على توفير قاعدة من المدربين المعتمدين من الممارسين والعاملين في الصفوف الأمامية في مجال التدريب بمكافحة الاتجار بالأشخاص، حيث يتم من خلاله تقديم مناهج مراعية لسيكولوجية الضحية، وسبل التدخل المناسبة، إلى جانب بناء قدرات الفئات المستهدفة من مجالات مختلفة من المتلقين الأُوَليين ممن قد يتعاملون مع ضحايا الاتجار بالأشخاص أو الضحايا المحتملين، وذلك بالتعاون مع عدد من الخبراء والمختصين والممارسين في هذا المجال.