حث المتحدثون في جلسات الملتقى الجامعي الخليجي «حياة جامعية.. بواقع طلابي» الذي يقام بجامعة البحرين تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على ترتيب الأولويات والمعلومات التي يتلقاها الطالب بالجامعة ونصح الطلاب ببدء الاستعداد للدراسة بفترة زمنية كافية تفادياً للضغوط النفسية والحرص على التفوق الأكاديمي خلال فترة الدراسة الجامعية واختيار التخصص المناسب حسب احتياجات سوق العمل والاهتمام بالبحث العلمي وابتكار أساليب جديدة للدراسة.من جهته، قال د. رياض يوسف حمزة الأمين العام لمجلس التعليم العالي إن وزارة التربية والتعليم تركز على مستقبل الطلبة الوظيفي وأهمية البحث العلمي من خلال بعض استراتيجياتها الساعية لإكساب الطالب معارف وكفايات ومهارات تعكس الركائز الموجودة في وثائق وزارة التربية.
جاء ذلك في محاضرة له بعنوان «دور وزارة التربية والتعليم لإعداد الطلبة للمرحلة الجامعية» ضمن اليوم الثاني للملتقى الخليجي «حياة جامعية… بواقع طلابي» عرض فيها إحصاءات حول الدراسات التشخيصية التي أجرتها الوزارة، وأظهرت تدني مستوى التدريس وتركيز المناهج على المعرفة بدلاً من المهارات، وعدم فاعلية القيادة، ما دفع الوزارة إلى انتهاج المشروع الوطني لتطوير التعليم في البحرين في ضوء الرؤية الاقتصادية 2030.
وأوضح حمزة أن المشروع يركز على تحسين الأداء المدرسي والشراكة من أجل رفع الأداء الإداري والمدرسي، والسعي لحصول المواطن على أعلى مستوى من التعليم ليكون الطالب البحريني قائد مستقبل البلد.
وفي معرض حديثه عن سعي الوزارة لتطوير مستوى التعليم، قال الأمين العام لمجلس التعليم العالي إن الوزارة قامت بإعادة النظر في الخطط الدراسية، وطورتها بإقرار تدريس مسار «توحيد المسارات»، وإضافة مناهج مطورة لتهيئة الطلبة للحياة الجامعية مثل تطوير اللغة الإنجليزية والفرنسية والعلوم التجارية والرياضيات والعلوم، بالإضافة إلى المواطنة واللغة العربية، مضيفاً أن خلاصة التطوير تصب في صالح تنوع المعارف ومتابعة مستجدات سوق العمل والتحولات الاجتماعية التي لابد من إدخالها ضمن المناهج الدراسية لتحقيق الميزات المطلوبة.
وأكد حمزة سعي الوزارة لتطوير التعليم الفني الذي يعتمد على التعلم العملي من خلال العمل الجماعي والتعلم من خلال المشاريع والتعليم الإلكتروني والتعلم من خلال الأقران، موضحاً أن تمديد اليوم الدراسي زاد من فرصة التعلم من خلال الأنشطة العملية والفنية.
وقال نائب رئيس الجامعة للبحث العلمي د. ناظم صالح الصالح إن عدد الذين يدخلون سوق العمل سنويا 4 آلاف مواطن، مما يزيد من معدلات البطالة، مؤكداً أن أفضل الطرق لمعالجة هذا الخلل يتمثل في تطوير نوعية الوظائف والمهن في البحرين.
وأشار الصالح في محاضرة له بعنوان «البحث العلمي وأهميته في تطوير الحياة الجامعية»، إلى مراحل التحولات والتطورات منذ عام 1833 حتى الآن، مؤكداً أن الاقتصاد المعرفي طور مجالات عدة منها الاقتصادية والاجتماعية والسياسة، ودخل مجال التعليم والصحة والمواصلات وعزز دور المرأة البحرينية، كما عزز مكانة البحرين إقليمياً ودولياً.
وقسم الصالح أنواع الاقتصاد إلى تقليدي ومعرفي وتكون المعرفة في الأخير المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي، كما ذكر البحث العلمي وأنواعه، مشيراً إلى نوعين هما الأساسي والتطبيقي.
وعدد الصالح العناصر الأساسية في الخطة الاستراتيجية لعمادة البحث العلمي من أهمها تحسين البحث العلمي ووضع استراتيجية له وإنشاء صندوق مالي يدعم البحث العلمي، مضيفاً أن الجامعة ستسهم عبر البحوث التطبيقية والبحوث الإبداعية في النمو الاقتصادي وتحسين نوعية الحياة في البحرين.وقال الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل السيد أسامة العبسي أن القطاعات الخدماتية يوجد فيها فرص عمل أكثر نتيجة لتوسعها ونموها المستمر، مقارنة بالقطاعات الثابتة التي يكون فيها حجم الوظائف معروفاً ومحدداً كقطاع النفط، مبيناً خلال محاضرة له بعنوان «المستقبل المهني للطالب وفرص العمل المتاحة» في ختام اليوم الثاني للملتقى أن جلب العمالة الوافدة من الخارج من أهم الأسباب التي تجعل فرص العمل أقل من خلال الإثبات لأصحاب العمل أنهم أكثر التزاماً وخبرة وإنتاجية، فهي تأتي جاهزة بخبراتها وتقبل العمل في وظائف متدنية بخلاف المواطنين.
وأشار إلى أن هذا لا يعني نهاية المطاف، فبالطموح والدافع الداخلي وتطوير النفس ينتج للشخص قدراً وفيراً من العلم والخبرات، فتساعده خبراته التراكمية على الاندماج في سوق العمل والتنافس مع العمالة الخارجية.
وقال رئيس قسم المهارات الحياتية بشركة «أسباير» صلاح اليافعي إن اعتماد قاعدة «اعمل بذكاء، وليس بعناء» تساعد كثيراً في تحصيل المعلومات في أقل وقت، وهناك أعداد من الأساليب الدراسية الجديدة منها التعامل النفسي مع المذاكرة وطرق التعامل مع الوقت بفاعلية والخرائط الذهنية، مؤكداً مدى تأثير التعامل النفسي على المذاكرة، داعياً في ذات الوقت إلى نبذ الأفكار السلبية والعبارات المثبطة للهمم وعدم السماح لها بالتأثير على الطالب.
وأشار اليافعي خلال محاضرته «الأساليب الدراسية لتحصيل علمي أفضل» إلى أساليب تنظيم المعلومات من خلال الخرائط المعرفية والذهنية المساعدة على سهولة استرسال المعلومات وتذكرها من خلال الصور والألوان والخطوط، عن طريق تخزين هذه المعلومات في المكان الصحيح في العقل.