أنهت بلدية المنطقة الشمالية وهيئة تنظيم سوق العمل الأسبوع الماضي أعمال حملة التفتيش عن العمالة السائبة الجائلة في أسواق وشوارع المحافظة الشمالية، وبلغت حصيلة الحملة مصادرة بضائع 100 «فرشة» وعربة، وضبط نحو أكثر من 50 عاملا كانوا يزاولون عملية البيع في الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة والطرقات من دون ترخيص من البلدية، إلى جانب مخالفة قوانين ولوائح العمل والإقامة في البلاد.
وصادر قسم خدمات النظافة بالبلدية حتى نهاية الأسبوع الماضي أكثر من 12 «فرشة» وعربة لبيع الخضراوات والأسماك والمواد الغذائية، موزعة بين سوقي واقف بمدينة حمد وجدحفص الشعبي. كما هرب عمال آخرون خوفا من مصادرة بطاقات هويتهم من قبل مفتشي هيئة تنظيم سوق العمل.
جاء ذلك على هامش الاجتماع التنسيقي بين هيئة تنظيم سوق وبلدية المنطقة الشمالية بحضور ممثلين عن الهيئة وبلدية المنطقة الشمالية، وضمن حملة استمرت لفترة أسبوعين بالتعاون مع وزارة الداخلية.
من جهته، علق رئيس قسم خدمات النظافة ببلدية المنطقة الشمالية رضي علي عبدالرسول لـ «الوسط»، وقال: «إن الحملة استطاعت أن تحقق نتائج ملموسة تقدر بنسبة 100 في المئة، فالباعة الجائلون السائبون أصبحوا غير متواجدين في أسواق المحافظة الشمالية (سوقي واقف وجدحفص الشعبي خصوصا)، مع الأخذ في الاعتبار عودة بعضهم من حين إلى آخر». لافتا إلى أن «الجهاز التنفيذي شدد على أعمال الرقابة والمتابعة من هذا الجانب خلال الفترتين الصباحية والمسائية يوميا، وحتى أيام العطل الرسمية».
وأفاد بأن: «الحملة شملت الشوارع العامة والأسواق اليومية المتنقلة من منطقة إلى أخرى، بما فيها الأسواق الرئيسية، إذ بلغ عدد الفرشات والعربات المضبوطة والمصادرة أكثر من 100 فرشة مخالفة لعمال سائبين، حيث تم ضبط نحو 50 عاملا مخالف لقوانين العمل والإقامة في البلاد».
وأوضح عبدالرسول أن «سوق جدحفص الشعبي» وأسوة بباقي الأسواق الشعبية في البحرين «كان مقتصرا على المواطنين، غير أن الأمور تغيرت تدريجيا منذ أكثر من 5 أعوام، لتسيطر العمالة الآسيوية السائبة على ثلاثة أرباع سوق جدحفص حاليا، في الوقت الذي لا يملكون فيه أية تراخيص أو سجلات تجارية تخولهم مزاولة العمل في السوق».
وتابع أن «بعض أصحاب السجلات والفرشات يملكون تراخيص وسجلات تجارية أو غيرها من التصنيفات، غير أنهم يؤجرون السجل على العمالة السائبة لمزاولة العمل، مقابل تسلم مبلغ إيجار شهري منهم»، لافتا إلى أنهم يحضرون للجلوس في الفرشات بمجرد علمهم بقدوم البلدية وهيئة تنظيم سوق العمل لتلافي مصادرة بضائعهم وإزالة «الفرشة».
وأشار إلى أن البلدية تصدر تراخيص للباعة البحرينيين الجائلين، على أن يلتزموا بالموقع وتصنيف الترخيص.
هذا، وجدد الباعة أصحاب «الفرشات» والمحال التجارية مطالبة بلدية المنطقة الشمالية بإصدار بطاقات مخصصة لهم يتم إطلاع مفتشي الهيئة والبلدية عليها عند تنفيذ أية حملة، مشددين على ضرورة الاستمرار في تنفيذ مثل هذه الحملات، وخصوصا أن العمالة السائبة تعاود للعمل في السوق في اليوم التالي للحملة من دون أدنى اهتمام أو رادع فعلي، مبدين ارتياحهم من الحملة التي تنفذها البلدية والهيئة.
وفي المقابل، امتعض بعض أصحاب «الفرشات» من البحرينيين من عملية المصادرة والضبط، مؤكدين أن المعروضات تعود ملكيتها لهم وليست للعمالة الآسيوية السائبة، نافين في الوقت ذاته تأجيرهم للفرشات مقابل مبلغ مالي شهريا.
وكانت أعمال الجولة التفتيشية المشتركة على الباعة الجائلين انطلقت الأسبوع الماضي بالتعاون والتنسيق بين هيئة تنظيم سوق العمل وبلدية المحافظة الوسطى لضبط العمالة الأجنبية غير القانونية في المحافظة.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشئون الضبط القانوني بالهيئة، يونس الهرمي، إن فريق التفتيش المشترك بين الهيئة والبلدية قام بتنفيذ الجولة في بعض المجمعات الواقعة بالقرب من «السوق الشعبي» بمدينة عيسى وشارع جرداب، إذ تم ضبط 6 عمال أجانب جائلين كانوا يزاولون عملية بيع الخضراوات والأسماك والمواد الغذائية حينها في المجمعات وعلى الأرصفة والطرقات من دون تصريح، وذلك ضمن حملة موسعة لضبط العمال الأجانب المخالفين للقوانين في المحافظة.
وأوضح الهرمي أنه تمت مصادرة البضاعة من قبل مفتشي البلدية، في حين قام مفتشو هيئة تنظيم سوق العمل بتحرير محاضر المخالفات للعمال المخالفين تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة تجاههم، لافتا إلى أن معظم المخالفين من العمالة غير النظامية.
وأشار إلى أن فرق التفتيش المشترك ستستمر بتنفيذ جولات تفتيشية يومية في مختلف مجمعات وطرق المحافظة الوسطى لضبط المخالفين من الباعة الجائلين.