ليس صحيحا أن تمكين تركز على التدريب للمهن المكتبية

كتب: عبدالرحيم فقيري
نفى الرئيس التنفيذي لتمكين السيد عبدالإله إبراهيم القاسمي، صحة ما أوردته بعض الصحف المحلية في ما يتعلق بتركز المشاريع التدريبية التي يقدمها تمكين في الوظائف المكتبية، وقال: إن ذلك ينم عن جهل واضح بالإنجازات التي قدمها تمكين خلال الفترة التنفيذية الوجيزة للبرامج التدريبية التي انطلقت رسميا في أواخر عام 2007، كما يعد جهلا واضحا في استراتيجية تمكين الرامية إلى التركيز في التدريب للمهن والوظائف ذات المردود المالي الكبير على المواطنين.
وأشار في معرض رد أدلى به لـ (أخبار الخليج) على ما تناقلته بعض الصحف على لسان رجلي أعمال، إلى أن تمكين تركز على مهن مكتبية في البرامج التي يقدمها، كلام غير منصف ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، فالمهن التي يركز عليها تمكين كالسكرتارية والتمريض والمحاسبة والضيافة والمعلومات والاتصالات والتصنيع لا تعد مهنا مكتبية بقدر ما هي مهن حرفية يؤديها الموظفون يدويا.وليس من المنصف أن يتسلق البعض حبال الجدل المثار حول رسوم التدريب في البحرين حاليا، ويغفل عن ذكر الإنجازات الكبيرة التي حققها تمكين خلال فترة قياسية، ونعلم جميعا أن هذا البعض يحاول التسلق على الحبال في محاولة للترويج لأنفسهم فمواعيد انتخابات غرفة التجارة قد اقتربت.
وقال: نحن نتمنى أن نحصل على نسخة من الدراسة التي استند إليها رجلا الأعمال المعنيين وخلصا على أساسها إلى وجود خلل في التركيبة العمالية التي تحدث عنها، حتى نعمم الفائدة على الجميع، ولكن للأسف فإنه لا يملك أية دراسات أو دراسات وبحوث علمية تدل على صحة التصريحات التي أطلقها جزافا.
وفي ما يتعلق ببرنامج السكرتارية، فإن تمكين درب وأهّل بالفعل 200 شخص، وهم يتقاضون اليوم أجورا عالية قادرة على إحداث التنافسية وأفضلية العامل البحريني، في إطار استراتيجية الدولة الرامية إلى تأهيل الكوادر الوطنية ضمن مشروع (رؤية 2030)، وهذا العدد لا يتعدى 1% من مجموع المستهدفين بالتدريب خلال السنوات الأربع التي بدأت في 2007، حيث من المخطط أن ينهي المشروع تدريب 20 ألف شخص بنهاية هذه السنوات الأربع.
وأردف القاسمي: نحن نعتبر استغلال البعض أجواء الجدل الدائر بشأن التدريب، والحديث عبر الصحف عن هذا البرنامج الذي يمثل واحدا من أقل البرامج التي يركز عليها تمكين، ويصورونه كأنه مشروع إخفاق وليس مشروع نجاح، منطق غير مقبول البتة، وكان عليهم ألا يغفلوا عن الإنجازات الأخرى مثل برنامجنا لتدريب 100 طيار، وهو مشروع جاء تلبية للنقص الكبير الموجود في هذه المهنة في البحرين، فالتدريب لمهنة الطيارين لم يأت اعتباطا، بقدر ما جاء تلبية لدعوة للتدريب من قبل مسئولين رفيعين في خطوط الطيران العاملة في البحرين، وهي من المهن المضمونة والرفيعة التي تحقق للمواطنين أجورا عالية جدا.
إلى جانب ذلك، فإن تمكين لديها أربعة برامج في مشروع التدريب لتقنية المعلومات وعدد المستهدفين بالتدريب 500 شخص، بالإضافة إلى ألف مواطن في مهنة التمريض، و750 شخصا في مهنة المحاسبة، و1800 في الضيافة والبيع بالتجزئة.
وأضاف القاسمي: أما في ما يتعلق بمشروع التدريب لـ (السلم المهني) فيضم قائمة طويلة من المهن المجدية التي تفوق كثيرا الأجور التي يريد مثيرو الزوابع أن يحددوها للعمال، فإن التعاقد الذي جرى بيننا وبين المكتب الاستشاري، كان بقيمة 5،1 مليون دينار وليس 3 ملايين كما أوردته الصحف، وليس من المنطقي أو المقبول أن نسلم أمرا استشاريا مهما يختص بمصير تدريب مشروع بكلفة 5،12 مليون دينار إلى ثلاثة أو أربعة مستشارين، لتقليل الكلفة الاستشارية، لأن استراتيجيات تمكين مؤسسة على ركائز من شراء أسباب النجاح بأي ثمن، وليس تقليص الكلفة وتحقيق الإخفاقات وتضييع 5،12 مليون دينار لأننا بخلنا بـ 5،1 مليون فقط، وفي نهاية المطاف، فإنه تم تحديد الكلفة والمؤسسة الاستشارية بناء على مناقصات جرت تحت رقابة رسمية على أسس من الشفافية التامة، ونعتقد أن تمكين مارس الشفافية بكل أبعادها، حين قدم القوائم المالية وبنود العوائد والإنفاق للعامة، ولكن يبدو أن رجلي الأعمال المعنيين لم يكلفا نفسيهما عناء الاطلاع عليها، ونتمنى أن يطلعا على تقريرنا السنوي.
إن تمكين يعمل حاليا بـ 37 موظفا، وأنا على يقين بأنهم على كفاءة عالية، وأعتقد أن أمر تدريب وتأهيل وتوظيف 20 ألف مواطن بحريني، وإدماجهم في سوق العمل في وظائف ذات مردود مالي عال، ومكفولة بضمانات مسبقة للتدريب، يحتاج إلى جهد 100 موظف على كفاءة عالية جدا.
كما أننا ــ والكلام دائما للقاسمي ــ، نبذل جهودا كثيرة وجبارة في تعريف المجتمع بما أنجزناه وما ننوي إنجازه في إطار خطة استراتيجية للتدريب تبلغ كلفتها 44 مليون دينار، وقدمنا تقريرنا إلى رجال الأعمال عبر غرفة التجارة، كما قدمناه لعدد كبير من أعضاء الشورى والبرلمان مطالبينهم بالاطلاع على القوائم ومناقشتنا فيها، بالإضافة إلى استمرارنا في شرح كل ما يتعلق بالتدريب من خلال المنتديات واستضافة كتاب الأعمدة والحديث المباشر عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة والمسموعة، وهذا كله نابع من ثقتنا التامة بصحة ما نحن عليه من اجراءات، كما يعكس ثقتنا بأننا نمارس أعلى مراتب الشفافية في تعاملنا مع كل صغيرة وكبيرة في شأن التدريب الموكل به إلينا من قبل الدولة.
إنهم لم يطلعوا حتى على المعلومات الدقيقة التي نشرتها صحيفة (أخبار الخليج) في 28 أبريل، حيث توضح هذه المعلومات ــ في جزئية منها ــ عدد المستفيدين من برامجنا التدريبية، وقيمة القروض المقدمة لهم، وهي غاية في الأهمية، وتحقق الهدف الأساسي من قيام وتأسيس تمكين، ألا وهو (التدريب لتمكين المواطنين من الحصول على وظائف ذات مردود مالي عال)، لكننا على الرغم من ذلك، لم نغفل أو نتجاهل الطلب وحاجة السوق المحلية لمهن أخرى (غير مكتبية) كالتدريب لقطاع الإنشاء والمقاولات، حيث يحتل هذا القطاع المرتبة الثانية في قائمة القطاعات التي استفادت من برامجنا حتى اليوم، إذ بلغ عدد المستفيدين من برامجنا في قطاع الإنشاءات 180 شخصا، تلاه في المرتبة الثالثة قطاع التصنيع (129 مستفيدا)، أما قطاع التجزئة والجملة، فقد بلغ عدد المستفيدين 285 شخصا.