الحكومة‮ »‬تتراجع‮« ‬وتسحب قانون‮ »‬التعددية النقابية‮«‬

أكدت مصادر مطلعة أن الحكومة اتخذت قراراً‮ ‬بسحب مشروعها الذي‮ ‬تقدمت به إلى البرلمان بشأن تعديل بعض أحكام قانون النقابات العمالية،‮ ‬الذي‮ ‬يسمح بتكوين أكثر من نقابة لعمال المنشأة الواحدة‮.‬
وقالت المصادر أن تراجع الحكومة عن موقفها الداعم لـ‮ »‬التعددية النقابية‮« ‬يأتي‮ ‬بعد المستجدات التي‮ ‬حدثت على الساحة منذ العام الماضي،‮ ‬بقيام العديد من العمال الوافدين بتنظيم الإضرابات العمالية،‮ ‬خاصة وأن التقارير الرسمية أكدت أن حجم القوى العاملة في‮ ‬القطاع الخاص‮ ‬يبلغ‮ ‬ما‮ ‬يقارب ‮٠٠٤ ‬ألف عامل،‮ ‬تشكل العمال الوافدة القسم الأكبر منها بنسبة تصل إلى ‮٧‬‭,‬‮٩٧ ‬أي‮ ‬بما‮ ‬يعادل ‮٠٠٣ ‬ألف عامل وافد؛ الأمر الذي‮ ‬أثار مخاوف جهات عديدة حول مستقبل العمل النقابي‮ ‬في‮ ‬المملكة في‮ ‬حال قام الوافدون بتشكيل نقابات خاصة بهم‮.‬
وكانت الحكومة قد أحالت نهاية العام الماضي‮ ‬مشروع القانون الذي‮ ‬أثار جدلاً‮ ‬واسعاً‮ ‬بين الأوساط النقابية من جانب،‮ ‬والسياسية من جانب آخر متمثلة في‮ ‬الجمعيات والكتل النيابية،‮ ‬إذ أكدت جهات مختلفة أن التعددية ستضر بالعمل النقابي‮ ‬وقد تؤدي‮ ‬إلى انقسامات في‮ ‬صفوف العمال،‮ ‬بما‮ ‬يضر العمل النقابي‮ ‬برمته في‮ ‬المملكة‮.‬
وتجدر الإشارة أن مجلس النواب صادق على القانون ومرره إلى مجلس الشورى بعد جدل كبير بين الكتل النيابية خلال دور الانعقاد المنصرم،‮ ‬إلا أن لجنة الخدمات بمجلس الشورى عارضت رأي‮ ‬النواب وأوصت برفض المشروع وعدم إقرار‮ »‬التعددية«؛ لكي‮ ‬لا‮ ‬يؤثر ذلك على الوضع العمالي‮ ‬في‮ ‬البحرين ولئلا‮ ‬يقع العمال وأرباب العمل في‮ ‬مأزق إن تم إقرارها‮.‬
ومن جانبها،‮ ‬قالت رئيسة لجنة الخدمات بمجلس الشورى د‮. ‬بهية الجشي‮ ‬إن الحكومة لم ترسل خطاباً‮ ‬رسمياً‮ ‬إلى الآن بشأن سحب المشروع‮.‬
أما الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين فقد رفض منذ البداية مشروع التعديل،‮ ‬وقال إن التعددية لن تكون مفيدة لعمال البحرين بالنظر لوجود أكثر من ‮٠٠٤ ‬ألف عامل في‮ ‬المملكة نصفهم من الوافدين،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن التعامل‮ ‬غير المشجع من قبل أصحاب الأعمال سيؤدي‮ ‬إلى استغلال التعددية لصالحه،‮ ‬في‮ ‬ظل عدم تصديق المملكة على اتفاقية الحقوق والحريات النقابية والمفاوضة الجماعية‮.‬