»الهـيـئــــة«.. بين ورشـــة العمـــل ونـــدوة الفـوضـــى

مـــــــحــــــــــمد المحاري

كأن على رؤسهم الطير.. يتهامسون.. يخطف الصحافي كلمات الإثارة.. يصرخ الجياع.. تمكين والعمل والهيئة على المنصة.. المدخل مزين بالرسومات المناهضة للعشرة دينار باللغتين.. الزائرون وقوف.. النقاشات الجانبية تظهر استياء عاماً.. موظفو الهيئة والداخلية والصحة ضيوف شرف.. هذا هو المشهد في ما يسمى بورشة عمل الهيئة التثقيفية لتوضيح آلية استقدام العمالة الأجنبية. هجوم صارخ.. ونداء جهوري بالاعتراض على عدم دعوة جمعية المقاولين.. تمرس يظهره حميدان في امتصاص بعض الضغط في ممارسة تنم عن ذكاء المفاوض، واستحياء جلي في قسمات تمكين، ورمي الكرة في ملعب الرئيس التنفيذي للهيئة، لم يظهر المنظمون واقعاً صحياً يناسب المستوى الجميل للإيميلات التي ترسل بين الفينة والأخرى لدعوة هنا وبيان هناك، لقد كان الجو مكهرباً وتخبط واضح من قبل الرئيس يضيع فيه عريف الورشة.. وكيف يكون عريفاً في ورشة عمل، لقد أحرجت المداخلات الرئيس من موضوعيته واتزانه وأدخلته في نفق المهاترات والردود الشرارية في ردة فعل سلبية. فشل التنظيم لأنهم نظموا للفشل.. رئيس الهيئة يستخدم الأرقام محاولاً إقناع المحاورين وهم يهاجمونه بأرقام الخسائر.. للمرة الأولى أشهد غوغائية تزينها أجهزة الحاسوب الجميلة والتناثر المبعثر لضيوف الشرف من الهيئة، وتمكين تبدع في وسط الزحمة والضوضاء في التسويق لعلامتها التي تحوي ضمناً ضياع الأموال القادمة من الهيئة والمجيبة من التجار بالملايين في برامج لا يعترف فيها في سوق العمل، ضاع التنظيم فضاع الهدف. يدعو الرئيس إلى لقاءات مجدداً.. محاولاً لملمة الواقع وتصحيح المشهد المأساوي، ولكنه لم ينسى أن يرسل باقات المدح والثناء لموظفيه، وهم يصفقون بكل حرارة وكأننا في حفل تخريج.. لقد أبدعتم في إظهار صورة الضياع للاستراتيجيات العظيمة والمنمقة في كتيبات وزعت هنا وهناك أبدعتها أفكار المصممين وتعقدت عند تطبيقها على المسؤولين، وأشهد أن نسخ التجربة للدول الأخرى نجاح يحسب لكم في التسويق والمركنة.  في النصف الأخير من الورشة (مصطلح يزاوج بين الندوة والورشة) لم يكترث أحد لمن هم على المنصة وتبادل الجميع النقاشات الجانبية واستغل البعض تلميع الصورة أمام المسؤولين للهيئة في تحيات حارة، ولكنني سمعت التصفيق الخافت والمرتد على فريق المنصة المنهزم. نصيحتي للمرة القادمة أن نحدد الدعوات ونثبت أبواب مانعة للصوت حتى لا ينزعج من يأكل في المطعم أسفل القاعة، وأن نشغل الحضور عن مطالبهم ومناقشاتهم المملة بوجبة إفطار وغذاء دسمة، تأخذ الطرفين إلى حالة الاتفاق التخذيرية، يعالج الطبيب فيها مريضه بدون أي صرخات. في النهاية اشكر لكم تسويق اللاواقع والدعوة الالكترونية، والذي عكس انطباع بأننا لم نكن على مشارف الحكومة الإلكترونية بل نحن نمارسها.