‬من مؤسسات المقاولات‮ ‬يتهددها شبح الإفلاس بسبب‮ »‬تمكين‮«‬

من مؤسسات المقاولات‮ ‬يتهددها شبح الإفلاس بسبب‮ »‬تمكين‮«‬

من مؤسسات المقاولات‮ ‬يتهددها شبح الإفلاس بسبب‮ »‬تمكين‮«‬

حسن عبدالنبي
أجمع عدد من المقاولين على أن البرامج التدريبية والتطويرية التي‮ ‬قدمها‮ ”‬تمكين‮”  (‬صندوق العمل سابقاً‮) ‬لهذا القطاع،‮ ‬كان لها تأثير سلبي‮ ‬على المؤسسات العاملة فيه‮.‬
وقدّر هؤلاء وجود ما نسبته‮ ‬50٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬المؤسسات العاملة بالمقاولات‮ ‬يتهددها شبح الإفلاس‮. ‬موضحين في‮ ‬تصريحات لـ‮”‬الوطن‮” ‬أن هذه البرامج فرضت على شركات المقاولات ضرورة شراء‮ ”‬معدات وتجهيزات‮” ‬والتزامات إضافية أخرى لم‮ ‬يكونوا بحاجتها‮.‬
وأكدوا أن القطاع‮ ‬يتعرض لهزات كبيرة،‮ ‬إذ شارفت أكثر من‮ ‬50٪‮ ‬من مؤسساته على الانهيار،‮ ‬وسط مطالب برامج‮ ”‬تمكين‮” ‬والتزاماتها في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يعاني‮ ‬فيه السوق من أزمة سيولة وأعمال واستثمار‮.‬
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة جابر الطويل،‮ ‬جابر الطويل أن نحو‮ ‬50٪‮ ‬من مؤسسات المقاولات الإنشائية الصغيرة‮ ‬يحتمل أن تفلس بسبب استفادتها من برامج صندوق العمل،‮ ‬موضحاً‮ ‬أن طريقة تعامل الصندوق العمل مع المؤسسات والشركات الصغيرة خاطئة وأنها أضرتها أو‮”‬ورطتها أكثر من إفادتها‮” ‬حسب وصفة‮.‬
وأوضح أن تقديم الدعم لمؤسسات المقاولات الإنشائية الصغيرة على شاكلة شراء معدات أضرها بشكل كبير،‮ ‬متابعاً‮ ”‬ذهب أصحاب المحلات لشراء معدات وأجهزة من الوكلاء‮ (‬كبار التجار‮) ‬دون دراسة لأوضاع السوق ومستجداته من تبعات الأزمة المالية ومتطلباته الجديدة،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬جعلهم‮ ‬يخسرون أجهزتهم‮”.‬
وبيّن الطويل أن‮ ‬50٪‮ ‬من المقاولين الصغار الذين استفادوا من تسهيلات صندوق العمل سيدخلون معداتهم وأجهزتهم التي‮ ‬اشتروها في‮ ‬مزادات للتخلص منها ولو بنصف القيمة،‮ ‬موضحاً‮ ‬أن المستفيد من دعم صندوق العمل بنسبة‮ ‬75٪‮ ‬من مبالغ‮ ‬الأجهزة هم كبار التجار،‮ ‬وصغار المقاولين خسروا‮ ‬25٪‮ ‬من تلك المبالغ‮ ‬بسبب اقتراضها من البنوك‮.‬
ولفت الطويل إلى أن هنالك العديد من القضايا سترفع إلى المحاكم خلال الأشهر المقبلة،‮ ‬وذلك بسبب اقتراض المقاولين مبالغ‮ ‬من البنوك دون قدرتهم حالياً‮ ‬على سداد مبالغها،‮ ‬مبيناً‮ ‬أن صندوق العمل أضرّ‮ ‬المقاولين ولم‮ ‬يفدهم‮.‬
واقترح الطويل على صندوق العمل تغيير سياسة التعامل مع المؤسسات والشركات الصغيرة،‮ ‬كأن‮ ‬يكون الدعم لهذه المحلات مبدئياً‮ ‬2000‮ ‬دينار لتطوير أداء المحل مع الرقابة،‮ ‬وبعد عدة شهور‮ ‬يتم تقييم العمل في‮ ‬المنشأة وفق ضوابط معينة،‮ ‬ومن ثم الاستمرار في‮ ‬الدعم مرة أخرى‮.‬
ولفت إلى أن إجراءات هيئة تنظيم سوق العمل صاحبت‮ ”‬الأزمة المالية‮” ‬في‮ ‬ولادتها،‮ ‬ولم تبدأ بشكل صحيح،‮ ‬حسب قوله،‮ ‬إذ إنها فرضت ضرائب عالية على المقاولين والتجار في‮ ‬جميع القطاعات بالسوق،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يعاني‮ ‬فيه القطاع من ركود تام في‮ ‬أعماله‮.‬
من جانبه أكد أمين سر جمعية المقاولين البحرينية علي‮ ‬مرهون أن العديد من المقاولين الذين استفادوا من برامج صندوق العمل سيدخلون ماكنة‮ ‬‭”‬GCB‭”‬‮ ‬الحفارة التي‮ ‬حصر صندوق العمل دعمه فيها ولم‮ ‬يقدم دعماً‮ ‬في‮ ‬سواها،‮ ‬سيدخلها المقاولون في‮ ‬مزادات لتصريفها،‮ ‬وذلك محاولة منهم لتسديد أقساطها،‮ ‬مبيناً‮ ‬أن قيمة أصغر جهاز من هذا النوع‮ ‬يتراوح بين‮ ‬28‮ ‬ألف إلى‮ ‬30‮ ‬ألف دينار‮.‬
ورجّح تأكيداً‮ ‬لما قاله الطويل،‮ ”‬العديد من المقاولين البحرينيين سيفلسون في‮ ‬الأشهر المقبلة،‮ ‬وسترفع ضدهم قضايا في‮ ‬المحاكم‮”‬،‮ ‬متسائلاً‮ ‬بانفعال‮ ”‬أهذا هو تنظيم العمل؟‮!‬،‮ ‬أهذه هي‮ ‬طريقة الاحتفاظ على بحرنة العمل؟‮”.‬
من جهته قال رئيس مجلس إدارة جمعية المقاولين البحرينية نظام كمشكي‮ ‬أن الكثير من القطاعات المهنية في‮ ‬السوق‮ ‬غير راضية عن الرسوم الشهرية على العمالة الأجنبية،‮ ‬وأن العديد من المؤسسات الصغيرة ستتعذر عن سدادها في‮ ‬الفترة المقبلة بسبب نقص المشاريع في‮ ‬السوق،‮ ‬وقلة السيولة والاستثمارات،
مؤكداً‮ ‬أن مشكلة رسوم العمل مشتركة بين هيئة تنظيم سوق العمل وصندوق العمل،‮ ‬مطالباً‮ ‬النواب بالتدخل لحل هذه المشكلة،‮ ‬لأن بسببها ستتعثر العديد من المؤسسات والشركات الصغيرة في‮ ‬السوق.