منى المطوع
أكد وزير العمل رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم سوق العمل الدكتور مجيد بن محسن العلوي أن ”وقف تحصيل رسوم الهيئة عن المؤسسات المتوسطة والصغيرة من أصحاب العمل من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف قدرة صندوق العمل على توجيه برامجه الداعمة للعمالة الوطنية لدى هذه المنشآت، فضلاً عن استثنائها من برامج الدعم ورفع الإنتاجية باعتبار أن الصندوق سيوجه أولوياته للمنشآت التي تقوم بدفع الرسوم”. وأشار إلى أن ”المؤسسات المتوسطة والصغيرة تعتبر من أهم مؤشرات النمو في القطاع الخاص والذي يتم قياسه في ظل إصلاحات سوق العمل من خلال مقدرة هذه المنشآت على استقطاب العمالة الوطنية وارتفاع إنتاجيتها”. تعارض القرار مع أهداف إصلاح سوق العمل وكان العلوي قد أبدى تحفظه على الاقتراح المقدم من لجنة الخدمات بمجلس النواب بشأن وقف تحصيل رسوم هيئة سوق العمل المفروضة على المؤسسات المتوسطة والصغيرة باعتبار ذلك ”عملاً يتعارض وأهداف إصلاح سوق العمل”، مشدداً إلى أن ”من أهم مرتكزات إصلاحات سوق العمل هو جعل العامل البحريني الخيار المفضل لأصحاب الأعمال ومن أهم السياسات الداعمة لذلك هو رفع تكلفة العامل الأجنبي مقابل العامل البحريني إضافة إلى الحد من العمالة غير الماهرة في سوق العمل”، مضيفاً: ”عند النظر إلى المقترح باستثناء المؤسسات المتوسطة والصغيرة فان المنشآت التي بها عدد العمالة أقل من 20٪” والتي تشكل 94٪ من إجمالي عدد المنشآت و40٪ من إجمالي عدد العمالة الأجنبية في سوق العمل فهو يعني إلغاء الرسوم عن أغلب أصحاب العمل ”المنشآت” بالإضافة إلى تعزيز استخدام العمالة غير الماهرة والهامشية في سوق العمل مما يجعل هدف إصلاح سوق العمل في جعل العامل البحريني هو الخيار المفضل من الصعب تحقيقه”. التطبيق غير ممكن من الناحـية العمـليـة وقال العلوي: إن ”تطبيق المقترح غير ممكن من الناحية العملية بسبب عدم وجود تعريف واضح ودقيق يحدد الفئات التي يرى الاقتراح وقف الرسوم عنها، حيث إنه ومع افتراض وجود هذا التعريف فإن هذا الاقتراح سيخلق مجال واسع لعمليات التلاعب في حجم المنشأة بغرض تفادي الرسوم، ناهيك عن العقبات التشغيلية التي ستبرز عند تطبيق هذا المبدأ وخصوص عن التطبيق الإلكتروني حيث أن النظام الإلكتروني لإصدار تصاريح العمل بالهيئة مرتبط إلكترونياً بعدة أنظمة لدى الجهات الحكومية المعنية”، مشيراً إلى أن ”الاقتراح سيؤثر بصورة سلبية على تحقيق أهداف ”الرؤية الاقتصادية للبحرين سنه ”2030 والتي أكدت على دور الحكومة في استفادة جميع المواطنين بشكل عادل من منافع النمو الاقتصادي من خلال عدد من الأمور وهي التأكد من أن النمو الاقتصادي يخلق فرص عمل ذات أجور متوسطة إلى مرتفعة لزيادة دخل جميع شرائح المجتمع وتأمين المساواة، وتكافؤ الفرص للبحرينيين في سوق العمل من خلال مراجعة قوانين العمل، ونظام الهجرة ومساعدة البحرينيين على الحصول على وظائف ذات رواتب متوسطة إلى مرتفعة من خلال برامج الدعم والتدريب المتواصلين”. تأثيرات الرسوم على سوق العمل تخضع لرصد دقيق ولفت العلوي إلى أن ”التسرع باتخاذ قرار بشأن فرض الرسوم الحالية والتي لم تكمل سنه واحدة قد يضر بالغاية المرجوة من فرضها وهو تحقيق تغيير في بنية الطلب على العمالة وتوفير فرص عمل أفضل للبحرينيين، الذين يتعرضون لمنافسة شديدة من العمالة الأجنبية وبالخصوص في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”، مشيرا إلى أن ”تأثيرات الرسوم على أداء سوق العمل يخضع لرصد دقيق عبر مؤشرات تم الاتفاق عليها في مجلس إدارة الهيئة المكون من أطراف الإنتاج الثلاثة ”الحكومة - أصحاب الأعمال - العمال”. من جانب آخر اعتذر العلوي عن تقديم أية ملاحظات أو مرئيات بشأن مقترح ”إعانة الباحثين عن عمل وتعويض العاطلين”، مؤكداً أن ”الموضوع لا يدخل قانوناً ضمن اختصاصات هيئة سوق العمل”. وِأشار العلوي إلى أن موضوع الإضراب لا يقع ضمن اختصاصات الهيئة، رداً على طلب مجلس النواب بالاستطلاع بشأن المادة الثامنة من قانون العمل في القطاع الأهلي والتي تنص على (ويترتب على ممارسة العامل لهذا الحق وقف عقد العمل مدة الإضراب).