قـبـل الـبــــكـاء على‮ »‬لبن الهيئة المسكوب‮«!

اتجاهات 

فيصل الشيخ

لم أتوقع هذا الكم الكبير من الاتصالات والرسائل البريدية التي‮ ‬وردتني‮ ‬يوم أمس تعقيباً‮ ‬على المقابلة مع رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم سوق العمل‮. ‬والذي‮ ‬أراه‮ ‬‭-‬أي‮ ‬الكم الكبير من ردود الفعل‮- ‬ناتجاً‮ ‬عن وجود‮ ”‬مصائب‮” ‬أكثر مما نشرناه وتطرقنا إليه،‮ ‬سواء عبر معلوماتنا بشأن ما‮ ‬يحصل داخل الهيئة،‮ ‬أو بناء على ما‮ ‬يتردد على ألسنة المراجعين والمعنيين بعمل الهيئة‮. ‬ شخصياً،‮ ‬تولدت لدي‮ ‬فكرة قد أعمد إلى تطبيقها قريباً،‮ ‬وذلك بفتح المجال أمام كل من عانى من‮ ”‬بيروقراطية‮” ‬عمل الهيئة،‮ ‬أو تخبطات نظامها بسبب سوء الإدارة ليأتي‮ ‬لنا ويدلي‮ ‬بدلوه ويبين ملاحظاته على عملية إدارة المشروع من ناحية مخرجاته‮.

يضاف إلى ذلك فتح الباب واسعاً‮ ‬أمام موظفي‮ ‬الهيئة الذين‮ ‬يعانون من التهميش وتفضيل آخرين عليهم بناء على أمور أخرى،‮ ‬لننشر ما‮ ‬يواجهونه ويكشفوا المزيد من‮ ”‬الخبايا‮” ‬التي‮ ‬تحصل في‮ ‬الهيئة،‮ ‬حتى تصل للرأي‮ ‬العام ويعرف الجميع حقيقة ما‮ ‬يدور‮.‬

الغريب أن رئيس مجلس إدارة الهيئة قال بأن بابه مفتوح أمام أصغر موظف،‮ ‬لكن في‮ ‬الوقت نفسه تصلنا العديد من الرسائل‮ ‬يتحدث فيها أشخاص وهم موظفون في‮ ‬الهيئة عما‮ ‬يحصل فيها،‮ ‬في‮ ‬تناقض واضح هنا مع قول الرئيس،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يفرض التساؤل،‮ ‬عن السبب للجوء إلى الصحافة مادام باب الرئيس مفتوحاً،‮ ‬وهو متعهد بألا‮ ‬يتضرر أحد من رفع شكواه أو تظلمه؟‮! ‬إلا إن كان الباب مفتوحاً‮ ‬لأناس على حساب‮ ‬غيرهم‮.‬ عموماً،‮ ‬أنشر أدناه تعلقين فقط وصلا على بريدي‮ ‬الإلكتروني،‮ ‬وفي‮ ‬آخر هذه السطور لدي‮ ‬بعض الملاحظات بشأن ما قاله رئيس مجلس إدارة الهيئة في‮ ‬مقابلته بالأمس‮.‬ الأخ الكاتب الصحفي‮/ ‬فيصل الشيخ المحترم‮ ‬ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،‮ ‬ يطيب لي‮ ‬بداية أن أشيد بكتاباتكم وبالأخص ما نشر في‮ ‬عمودكم‮ ”‬اتجاهات‮” ‬بصحيفة‮ ”‬الوطن‮” ‬وما‮ ‬يتعلق بهيئة تنظيم سوق العمل،‮ ‬ولا أخفي‮ ‬عليكم بأن كتاباتكم أحيت آمال المخلصين لهذا البلد ولهذا المشروع في‮ ‬تصحيح مساره وإعادته إلى الطريق الذي‮ ‬رسمه سمو ولي‮ ‬العهد حفظه الله ورعاه وكذلك مجلس التنمية الاقتصادية‮. ‬

سوف أقتصر في‮ ‬خطابي‮ ‬هذا التعليق على ما نشر في‮ ‬الصفحة الأولى من العدد رقم‮: ”‬‭”‬1185‮ ‬من صحيفة الوطن،‮ ‬والذي‮ ‬جاء بعنوان‮ (‬مجيد العلوي‮ ‬في‮ ‬حوار موسع تنشره‮ ”‬الوطن‮” ‬غدا‮: ”‬هرم مقلوب‮” ‬بهيئة تنظيم سوق العمل‮.. ‬هذا ما عناه ولي‮ ‬العهد بـ‮ ”‬انحراف المشروع‮”). ‬ أخي‮ ‬الكريم،‮ ‬إن ما ذكره رئيس مجلس الإدارة من أن للولايات المتحدة الأمريكية نائباً‮ ‬واحداً‮ ‬للرئيس وفي‮ ‬هيئة تنظيم سوق العمل هناك خمسة نواب للرئيس لهو ما‮ ‬يثير الاستغراب،‮ ‬فهل سعادة رئيس مجلس الإدارة كان‮ ‬يعلم أن مجلس الإدارة هو الذي‮ ‬أقر الهيكل التنظيمي؟‮ ‬

ثم إن الموظفين في‮ ‬هيئة تنظيم سوق العمل لم‮ ‬يكونوا‮ ‬يودون سماع مثل هذه‮ ”‬الطنازة‮” ‬على الهيئة لأنها جزء من كياننا،‮ ‬إلا أن مثل هذه العبارات ربما تكشف عن قرب الهيئة إلى نفس رئيس مجلس الإدارة أو ربما العكس‮! ‬ وللعلم فإن منصب نائب الرئيس التنفيذي‮ ‬لهيئة تنظيم سوق العمل لا زال شاغراً،‮ ‬حيث إن الرئيس التنفيذي‮ ‬الحالي‮ ‬للهيئة كان نائباً‮ ‬للرئيس وبعد تعيينه رئيساً‮ ‬تنفيذياً‮ ‬للهيئة ظل منصب نائب الرئيس خالياً‮. ‬ ربما قد خفي‮ ‬على رئيس مجلس الإدارة أن المناصب الخمسة لنواب الرئيس هي‮ ‬في‮ ‬الأساس‮ ”‬نواب رئيس لشؤون معينة‮”‬،‮ ‬مثال ذلك نائب الرئيس لشؤون تقنية المعلومات،‮ ‬أو نائب الرئيس للشؤون المالية والشؤون الإدارية،‮ ‬وهي‮ ‬وظائف تقارب منصب وكيل وزارة مساعد،‮ ‬مثل منصب وكيل وزارة العمل المساعد لشؤون العمل والذي‮ ‬هو‮ – ‬بالمناسبة‮ – ‬أحد أعضاء مجلس الإدارة‮. ‬ ولكن السؤال هو هل سيتم إقالة بعض نواب الرئيس حتى‮ ‬يصلح حال الهيئة؟ وماذا عن أسرهم وهؤلاء الأشخاص كانوا قد تركوا وظائفهم السابقة من أجل العمل على إنجاح مشروع سمو ولي‮ ‬العهد؟‮

 ‬ إن ما‮ ‬يزيد من قلق بعض الموظفين بالهيئة هو أن رئيس مجلس الإدارة‮ ‬يدّعي‮ ‬بأن الهرم مقلوب منذ بدء المشروع من قبل مجلس التنمية الاقتصادية،‮ ‬إلا أن ذلك‮ ‬غير صحيح،‮ ‬فالحقيقة أن الهرم انقلب مع انتقال تبعية الهيئة إلى مجلس الإدارة،‮ ‬ولكي‮ ‬أسند ما ذكرته بالحقائق فسوف استعرض ما تم استحداثه من مناصب‮ ”‬عليا‮” ‬بعد مرحلة تبعية الهيئة لمجلس التنمية الاقتصادية وانتقالها إلى مجلس الإدارة‮:

 ‬ 1‮- ‬نائب الرئيس لشؤون تقنية المعلومات،‮ ‬بل أن رئيس مجلس الإدارة عين شخصاً‮ ‬جديداً‮ ‬منذ أسابيع قليلة‮. ‬

2‮- ‬مديران إثنان‮ ‬يتبعان نائب الرئيس المذكور أعلاه‮. ‬

 3‮- ‬مدير للخدمات الإلكترونية‮. ‬

 4‮- ‬مدير لمتابعة الجودة،‮ ‬مع العلم بأن هذا القسم‮ ‬يشمل مدير وموظف واحد فقط‮. ‬

 5‮- ‬تعيين ثلاث مستشارين،‮ ‬كل واحد منهم‮ ‬يعادل نائب للرئيس‮.

 ‬ 6‮- ‬منسق للمشاريع‮. ‬

وهل بعد كل هذا‮ ‬يتهم مجلس التنمية بوضع هرم وظيفي‮ ‬مقلوب؟‮ ‬

هذه رسالة أخرى مقتضبة تضمنت الآتي‮:‬ من مواطن‮ ‬غيور ومظلوم في‮ ‬سوق العمل،‮ ‬لك تقديري‮ ‬واحترامي‮ ‬يا‮ ‬فيصل الشيخ على المقابلة التي‮ ‬أجريتها مع وزير العمل،‮ ‬ولكن مع الأسف إن التصريحات التي‮ ‬قدمها وزير العمل ليست كلها دقيقة،‮ ‬وهناك تجاوزات كثيرة،‮ ‬علماً‮ ‬بأن لي‮ ‬مواقف مع السيد‮ ‬يوسف الحادي،‮ ‬قابلته مرة واحدة،‮ ‬نعم الإنسان المخلص والشريف ولكن الرئيس التنفيذي‮ ‬لهيئة سوق العمل‮ ‬غير مؤهل لهذا المنصب مع الأسف،‮ ‬وإذا أردت أن تعرف مشكلتي‮ ‬فسوف أعرضها لك‮.

‬ ولي‮ ‬مزيد من الملاحظات‮:‬ سأواصل هنا سرد المزيد من الملاحظات بشأن ما تضمنته مقابلة رئيس مجلس الإدارة‮:‬ أولاً‮: ‬ما‮ ‬يتعلق بقوله بكفاءة مدير السياسات التي‮ ‬تفوق نائب الرئيس التنفيذي‮ ‬للسياسات،‮ ‬والذي‮ ‬بين‮ ”‬الرئيس‮” ‬أن هذا الشخص جاء به مجلس التنمية الاقتصادية‮.

‬فقط أردت بيان بعض الحقائق بشأن هذا الشخص الذي‮ ‬انتقص منه‮ ”‬الرئيس‮” ‬على حساب الشخص الآخر الذي‮ ‬تغنى به،‮ ‬بل تمنى عودته له‮.

 ‬الشخص الذي‮ ‬تم الانتقاص من قدره ووصف بأنه‮ ”‬جيد وصاحبنا الآن‮” ‬جاء كرئيس قسم من وزارة العمل،‮ ‬وعين في‮ ‬الهيئة مديراً‮ ‬في‮ ‬دائرة السياسات وهو أحد اثنين في‮ ‬البحرين‮ ‬يعتد بهم كخبراء مسجلين في‮ ‬منظمة العمل الدولية،‮ ‬وتمت ترقيته كنائب للرئيس التنفيذي‮ ‬في‮ ‬وقت الإدارة الحالية وليس بتدخل من مجلس التنمية الاقتصادية‮. ‬

هو حاصل على بكالوريوس وماجستير في‮ ‬الاقتصاد من ألمانيا،‮ ‬ودراسته باللغة الألمانية،‮ ‬وبعد سقوط النظام العراقي‮ ‬وبناء على طلب شخصي‮ ‬من وزارة العمل العراقية،‮ ‬تم طلب هذا الشخص بالاسم لتدريب موظفي‮ ‬وزارة العمل العراقية المتواجدين حينها في‮ ‬الأردن‮.

‬هذا الشخص‮ ‬يا جماعة‮ ‬يقول عنه رئيس مجلس الإدارة بأنه ليس أكفأ ممن‮ ‬ينزله رتبة ودرجة ويتخصص في‮ ‬السلامة المهنية ومعني‮ ‬الآن بالسياسات‮. ‬أليس في‮ ‬هذا تناقض‮ ‬يا سعادة الرئيس،‮ ‬وكأنك تحاول باستماتة الدفاع عن شخوص بعينها؟‮! ‬هذه الشخوص عليها العديد من المآخذ،‮ ‬لكن الرئيس لا‮ ‬يرى وجود أي‮ ‬فساد إداري‮ ‬أمام عينيه‮.‬ ثانياً‮: ‬فيما‮ ‬يتعلق بمؤهل السيدة التي‮ ‬وليت منصب مديرة،‮ ”‬الرئيس‮” ‬قال بأن لديها شهادة بكالوريوس سابقة مصدقة‮. ‬

ومازلنا مصرين على إيفادنا بهذه الشهادة‮ ”‬المصدقة‮”‬،‮ ‬هذا إن كانت مصدقة،‮ ‬وليعذرنا الرئيس لسنا ممن‮ ‬يقبلون ويسلمون بالكلام دون أدلة‮.‬ ثالثا‮: ‬مجلس التنمية الاقتصادية برز بصورة مشوهة في‮ ‬المقابلة،‮ ‬وكأن ما قام به المجلس ناتج عن سوء تخطيط وإدارة،‮ ‬وهذا أمر لا نقبل أن‮ ‬يوسم به مجلس‮ ‬يترأسه شخص كفء وقدير مثل الشيخ محمد بن عيسى،‮ ‬وقبل ذلك رئيس المجلس الأعلى سمو ولي‮ ‬العهد حفظه الله‮. ‬وما قصة تكرار جملة‮: ‬لا أتحمل أنا ولا الرئيس التنفيذي‮ ‬ما حصل قبل تولينا المسئولية؟‮! ‬ماذا حصل في‮ ‬السابق‮ ‬يا أخي‮ ‬حتى تتبرأ منه بهذه الصورة،‮ ‬ولما تضع الرئيس التنفيذي‮ ‬معك في‮ ”‬مشبك واحد‮”‬؟‮!‬ خلاصة قولي‮ ‬هنا‮: ‬الملف لم‮ ‬ينغلق،‮ ‬بل للتو فتح على مصراعيه‮.

 ‬سوق العمل زاد‮ ”‬انحرافه‮” ‬ولن‮ ‬ينصلح طالما إدارته هي‮ ‬التي‮ ‬تبرر للأخطاء بدلاً‮ ‬من أن تعالجها‮. ‬وهنا سنصل لمرحلة سنطالب فيها بوقف كل ما‮ ‬يحصل من قبل أعلى سلطة معنية بهذا المشروع قبل أن‮ ‬يتم البكاء على‮ ”‬اللبن المسكوب‮”.