سوق العمل وسوق السمك!

محمد العثمان

وجها لوجه

وجه الشبه بين سوق العمل وسوق السمك كبير جداً. فأول ما تقترب من سوق العمل تظن، والظن خير، إنك أمام سوق السمك. بل تكتشف، بعد الوقوف لمدة خمس دقائق خارج المبنى، بأن تنظيم سوق السمك يتفوق على تنظيم سوق العمل! ومع ملاحظة أن القائمين على سوق السمك يعرفون ماذا يريدون من المتعاملين معهم، أي زبائنهم. أما سوق العمل فهو لا يعرف ماذا يريد بالضبط من المراجعين؟ تارة يصرف (350.000) ثلاثمائة وخمسين ألف دينار على سلم كهربائي لا يستخدمه أحد من المراجعين، بعد تحويلهم إلى تخليص المعاملات عن طريق الانترنت؟! ومرة أخرى ينفق 3.5 مليون دينار على برنامج (سيستام) خلال عام واحد، في حين إن النظام تم تركيبه حديثاً، وكان من المفترض أن يلبي الاحتياجات بصورة منظمة وسريعة، وليس الصرف على تحديث النظام هذه المبالغ الطائلة ومن ثم تحويل المراجعلين إلى الانترنت!
وقد ضج الناس بالزحام وبطء إجراء المعاملات وعدم القدرة على استقبال طلبات المراجعين. قامت هيئة تنظيم سوق العمل بإنفاق أكثر من مليون دينار على موقع الاستقبال. إلا أنه مع الأسف، بعد فترة وجيزة قامت الوزارة برفض استقبال المراجعين وتحويلهم إلى الانترنت!! أموت وأعرف “أيه” قصة التحويل على الانترنت؟ كيف يتم التحويل على الانترنت وليس كل الناس في البحرين يفقه استخدام الانترنت؟!
التوظيف في سوق السمك يتم بحسب الخبرة، وليس الشهادات، وكذلك جانب من التوظيف في سوق العمل لا يعتمد على الشهادات، وإلا هل من المنطق إن إدارات مهمة في هيئة سوق العمل يرأسها اختصاصي سابق في الصحة والسلامة! إن صح هذا الأمر، فإن سياسة سوق السمك تتفوق على سياسة هيئة تنظيم سوق العمل، إذ العمل في سوق السمك يلتزم بمبدأ الخبرة، على الأقل، أما سوق العمل فلا شهادة ولا خبرة!!
كان المواطن البحريني يأمل من وجود تطوير سوق العمل بما يصب في مصلحة المواطنين، والمواطن البحريني كما يشير المسؤولون في البلاد هو محور التنمية ولا بد من استفادة المواطن من هذه التنمية. المواطن البحريني لم يحصل على أدنى استفادة من سوق العمل، بل أصبح هذا المشروع عبء على المواطنين بمختلف مستوياتهم.
“عطني إذنك”…
من حق الكتّاب، أصحاب النهج “المتلبرل” كما هو حق غيرهم، أن يدلو بدلوهم حيال مختلف القضايا والاطروحات السياسية، حتى المغايرة لهم في المنهج. وليس من حقهم فبركة محاضرة قيمة للمفكر عبدالله النفيسي، واجتزاء بعض الكلمات وبترها من سياقها، بغرض تشويه قامة لا يصلوا إلى علوها ولو استخدموا محركات دفع صواريخ “باتريوت”.
ثم بعد ذلك يسأل هؤلاء عن تخلف العرب! إذا كنتم أنتم القائمون على هذا الكذب والتدليس، فمن أين سيأتي التقدم لهذه الأمة؟