‬وما زال المخفي‮ ‬أعظم‮!

فيصل الشيخ  

سأفند رد الهيئة هنا نقطة بنقطة،‮ ‬مع تأكيدنا على أن ردها لا‮ ‬يخرج عن كونه رداً‮ ‬إنشائياً‮ ‬لم‮ ‬يتضمن معلومات وافية ترد بالإقناع‮.‬ 1‮- ‬الرد نشرناه كاملاً‮ ‬إيماناً‮ ‬بحرية الرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر،‮ ‬دون اقتطاع أو تحريف‮ (‬بالتأكيد هذا ما سيحصل إذ لسنا انتقائيين هنا أو ساعين لإلغاء الرأي‮ ‬الآخر،‮ ‬ونعرف تماماً‮ ‬ما‮ ‬ينص عليه قانون الصحافة والنشر‮)‬،‮ ‬وهاهو منشور في‮ ‬نفس مساحة العمود‮.‬ 2‮- ‬استغرب ما ورد بمضمون أننا نسعى لإيهام القارئ بوجود حرب وشيكة الوقوع‮. ‬إذ ما تطرقنا إليه واقع ملموس دليله الملاحظات العديدة من الشارع على الهيئة،‮ ‬إضافة لما تموج به الهيئة داخلياً‮ ‬من أخطاء‮ ‬يعرفها من بداخل الهيئة ومن خارجها،‮ ‬وهنا لا داعي‮ ‬للمكابرة‮ ‬يا أخوة في‮ ‬حال وجود أخطاء،‮ ‬بل الوجوب العمل على إصلاحها‮. ‬ونؤكد هنا على استنادكم على الشفافية،‮ ‬والتي‮ ‬كنا نتمنى أن تتمثل في‮ ‬ردكم عبر تضمينه أدلة دامغة تدحض ما أوردناه‮.‬ 3‮- ‬بالطبع سنفسر دعوتنا لزيارة الهيئة بأنها‮ ”‬حركة استباقية‮”‬،‮ ‬إذ هي‮ ‬لم تأتِ‮ ‬إلا حين أشرنا في‮ ‬فقرة صغيرة بأننا سننشر بعض الملاحظات على الهيئة‮. ‬وإن كان قولكم بأن الهيئة تسعى دائماً‮ ‬للتواصل مع الإعلاميين،‮ ‬فلماذا لم تكن الدعوة،‮ ‬إلا حين تطرقنا للهيئة؟‮! ‬ولكم أن ترجعوا للموظف الذي‮ ‬هاتفني‮ ‬والذي‮ ‬قالها بالحرف‮: ”‬يا أخي‮ ‬أنت زورنا اليوم وبعدها اكتب ما تريد‮”‬،‮ ‬ولا أدري‮ ‬هل زيارتنا ورؤية مبناكم الفخم المتعوب عليه‮ ”‬مالياً‮”‬،‮ ‬أو التعرف على النظام سيغير من الانتقادات الموجهة للهيئة من قبل المعنيين بها من مراجعين وغيرهم؟‮! ‬ 4‮- ‬لتعذرنا الهيئة حين نقول بأنه لا‮ ‬يحق لها أن تفسر الاحترافية والدقة المهنية حسب هواها،‮ ‬فقط لأن النقد طالها،‮ ‬وليست بموقع حتى تحجر على الصحافة كشف بعض الأمور استناداً‮ ‬إلى مصادرها،‮ ‬بالتالي‮ ‬أين الشفافية التي‮ ‬تنادون بها؟‮!‬ 5‮- ‬أما سؤالكم‮ ”‬لماذا هيئة تنظيم سوق العمل؟‮!”‬،‮ ‬فنرد عليه بـ‮ ”‬ولماذا ليست هيئة تنظيم سوق العمل؟‮!”. ‬هل نفهم من هذا التساؤل أنكم جهة منزهة عن النقد،‮ ‬ولا تحبذ أن‮ ‬يتم التطرق لها؟‮! ‬أولستم من أوردتم في‮ ‬ردكم بأن الهيئة ليست‮ ”‬قديسة لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يأتيها الباطل من خارجها‮”‬؟‮! ‬بالتالي‮ ‬من حق الصحافة أن تنتقد أي‮ ‬جهة مادامت هناك أخطاء فيها،‮ ‬واستياء نابع منها ومن خارجها‮.‬ 6‮- ‬القضية المعنية بالنظام الإلكتروني،‮ ‬نشرتها صحيفة‮ ”‬النبأ‮” ‬وأعدنا نشرها في‮ ‬عمودنا،‮ ‬مبينين بأن الحديث عنها لم‮ ‬يكن مسنوداً‮ ‬لأرقام ولم‮ ‬يكن واضحاً‮. ‬ونتفق معكم بأن كل جهة ممكن أن‮ ‬يتعرض نظامها للاختراق،‮ ‬لكنا بودنا مزيداً‮ ‬من الإيضاح هنا بشأن القضية،‮ ‬وأن توضحوا التالي‮: ‬كم عدد التصاريح التي‮ ‬تم تزويرها بسبب الاختراق؟‮! ‬كيف تمت عملية الاختراق،‮ ‬والتي‮ ‬تكشف عن وجود ثغرة فاضحة في‮ ‬النظام؟‮! ‬والأهم،‮ ‬المدة الزمنية التي‮ ‬تم فيها اكتشاف المسألة؟‮! ‬إذ كلمة‮ ”‬فوراً‮” ‬هنا مطاطية،‮ ‬ولا تدعو للاطمئنان بشأن النظام‮. ‬وهل‮ ‬يعقل أن تكتشف المسألة وقد مضى عليها قرابة شهرين،‮ ‬ما‮ ‬يدفع الكثير إلى الافتراض بوجود حالات مشابهة‮. ‬نريد أرقاماً‮ ‬وحقائق‮ ‬يا سادة وليس كلاماً‮ ‬إنشائياً‮ ‬مطرزاً‮ ‬تعب عليه كاتبه،‮ ‬الذي‮ ‬عليه أن‮ ‬يفرق أولاً‮ ‬بين‮ ”‬العمود‮” ‬و‮”‬الزاوية‮”.‬ 7‮- ‬أما بشأن التعاون والتنسيق مع الهيئات،‮ ‬فردكم أيضاً‮ ‬كان إنشائياً،‮ ‬في‮ ‬وقت طرحنا فيه مشكلة البطاقات السكانية للأجانب كمثال‮. ‬وهنا بودنا أن نعرف لماذا تتأخر إجراءات إصدارها لتمتد إلى أيام‮. ‬إضافة لمدى مصداقية عودة مسؤولية البطاقة السكانية إلى جهاز المعلومات في‮ ‬الثامن عشر من فبراير‮ (‬أي‮ ‬اليوم‮) ‬حسب ما نشرناه في‮ ‬صفحتنا الأولى قبل أيام؟‮! ‬ألا‮ ‬يعني‮ ‬ذلك أن هناك تخبطاً‮ ‬أدى لاتخاذ هذه الخطوة،‮ ‬إن صدقت؟‮!‬ 8‮- ‬أمر طبيعي‮ ‬أن تعلن الهيئة التزامها بالمشروع الإصلاحي‮ ‬لجلالة الملك حفظه الله،‮ ‬إذ هل هناك جهة رسمية أو تابعة للحكومة ستعلن‮ ‬غير ذلك؟‮! ‬لكن هناك فرق بين قول هذه الجملة المتضمنة لاسم ملكنا العزيز فيها،‮ ‬وبين التطبيق على أرض الواقع‮. ‬وهنا أتساءل لماذا أغفل رد الهيئة الإشارة لتصريحات سمو ولي‮ ‬العهد التي‮ ‬نشرناها من مصدرها في‮ ‬الزميلة صحيفة الوسط،‮ ‬حين قال سموه بأن المشروع انحرف عن مساره،‮ ‬إضافة للمعلومات التي‮ ‬لدينا من مصادر رفيعة المستوى بأن هناك استياء من طريقة سير المشروع،‮ ‬وأنه لم‮ ‬يكن بالصورة المطلوبة؟‮! ‬لماذا لا أرى رد الهيئة على ذلك،‮ ‬أم أنها تعترف بسكوتها على الانحراف الذي‮ ‬طال عملها؟‮!‬ 9‮- ‬أما بشأن الإحصائية التي‮ ‬أوردتموها،‮ ‬فيبدو التفاخر بها وكأنه إنجاز كبير تحقق،‮ ‬في‮ ‬حين أننا كصحافة أبوابنا مفتوحة للرأي‮ ‬العام والناس وبالأخص المتعاملين مع الهيئة ليدلوا بقصصهم ومشاهداتهم وحالات التأخير التي‮ ‬عانوا منها بسبب آلية العمل في‮ ‬الهيئة،‮ ‬إذ‮ ‬يجب أن تصل الملاحظات للمعنيين في‮ ‬الهيئة حتى‮ ‬يعملوا على إصلاحها واتخاذ المناسب بشأنها‮.‬ 10‮- ‬في‮ ‬قضية التوظيف،‮ ‬نلفت عناية كاتب الرد بأن عليه التفريق بين النقد والتجريح‮. ‬فنحن لم نجرح بذكر أسماء أو نعوت أو صفات،‮ ‬بل أشرنا لوجود عمليات تفرض التساؤل والاستغراب،‮ ‬ومن حق الهيئة أن تفخر بموظفيها كما تفعل أي‮ ‬جهة أخرى،‮ ‬وبالفعل الحكم حسب الأداء والكفاءة،‮ ‬لكن تعمد رد الهيئة باستثناء الخلفيات‮ ‬يعزز ما نمضي‮ ‬للتأكيد عليه هنا،‮ ‬إذ أن البعض لا تتسق مؤهلاتهم مع متطلبات العمل في‮ ‬الهيئة‮.‬ 11‮- ‬أما الحديث عن الطائفية،‮ ‬فنرفض محاولتكم الواضحة إلصاق التهمة بنا،‮ ‬بل العكس هو الصحيح،‮ ‬بأن ما‮ ‬يحصل في‮ ‬الهيئة‮ ‬يتضمن دليلاً‮ ‬على وجود ممارسات تدفع الكثيرين للتفكير في‮ ‬هذا الاتجاه‮. ‬وإن أرادت الهيئة أن تدحض قولنا فلتوافينا بنسب التوظيف بين الطائفتين الكريمتين،‮ ‬شريطة أن تورد النسبة قبل مجيء الإدارة الجديدة والنسبة حالياً،‮ ‬ونعني‮ ‬هنا الموظفين المثبتين لا أصحاب العقود المؤقتة‮. ‬علماً‮ ‬بأننا نمتلك فكرة كاملة عن النسب،‮ ‬ما كانت عليه في‮ ‬السابق وما آلت إليه في‮ ‬اللاحق‮.‬ 12‮- ‬نرفض الطائفية البغيضة مثل رفضكم،‮ ‬لكن ما قولكم حين‮ ‬يقف مسؤول لديكم في‮ ‬الهيئة ليقول على مسامع بعض كبار الموظفين،‮ ‬بأن التوظيف في‮ ‬الهيئة‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون بحسب نسبة‮ ‬70٪‮ ‬إلى‮ ‬30٪‮ (‬حسب مفهومه الخاص لتركيبة البلد‮)‬،‮ ‬هل هذا الكلام‮ ‬يرضيكم‮ ‬يا سادة،‮ ‬يا من تمقتون الطائفية؟‮!‬ 13‮- ‬بشأن الموظفة،‮ ‬وذكركم امتلاكها لشهادتين بكالوريس،‮ ‬رجاء أفيدونا بنسخ من الشهادتين،‮ ‬بالأخص الشهادة الأولى،‮ ‬والتي‮ ‬يجب أن تكون مصدقة من الجهات الرسمية في‮ ‬الدولة،‮ ‬لأن عدم تصديقها لا‮ ‬يعني‮ ‬عدم الاعتراف بها كمؤهل،‮ ‬وإن حققتم ذلك،‮ ‬عندها‮ ‬يتوجب لنا الاعتذار لكم‮. ‬لكن إن‮ ‬يتم دحض الملاحظة بكلمات مصفوفة،‮ ‬فهذا المرفوض‮.‬ 14‮- ‬نقطة وفقتم فيها حين قلتم بأنه لا‮ ‬يوجد مدير وصل سن التقاعد،‮ ‬وهنا سأصحح المعلومة بأن المنصب الذي‮ ‬أتحدث عنه هو منصب أحد نواب الرئيس التنفيذي،‮ ‬والمعني‮ ‬بشؤون لا‮ ‬يمتلك فيها أي‮ ‬تخصص،‮ ‬ونعرف تماماً‮ ‬بأنه من‮ ‬يقف وراء هذا الرد،‮ ‬رغم أن مسألة تقاعده باتت محسومة‮. ‬وبودنا فقط أن تفيدونا بآلية استقدامه للهيئة،‮ ‬وكم كان راتبه التقاعدي‮ ‬من الجهة الحكومية التي‮ ‬كان‮ ‬يعمل فيها،‮ ‬وكم كان راتبه حين تعين في‮ ‬منصبه السابق،‮ ‬وكم أصبح الآن وهو في‮ ‬منصبه الحالي؟‮! ‬أيعقل أن‮ ‬يقفز إنسان هذه القفزات الكبيرة‮ ”‬مالياً‮” ‬في‮ ‬ظرف سنين معدودة،‮ ‬ليخرج بعدها على التقاعد؟‮! ‬ 15‮- ‬أما عن التعيينات،‮ ‬فلتسمحوا لنا بعدم قبولنا ما أوردتموه،‮ ‬والإقناع سيكون بأن توافونا بكشف مفصل‮ ‬يتضمن أسماء الذين تم تعيينهم بمختلف مناصبهم،‮ ‬مبينين فيها مؤهلاتهم العلمية والعملية المفترض أن تتسق مع متطلبات العمل في‮ ‬الهيئة‮. ‬فهل ننتظر منكم هذا الكشف؟‮!‬ 16‮- ‬كما تأسفون للغة التي‮ ‬تعتبرونها مسيئة لكم فقط لأنها انتقدت الهيئة،‮ ‬فإننا نأسف أيضاً‮ ‬لكلمات وردت في‮ ‬خطابكم تسيء للصحافة،‮ ‬وتشكك في‮ ‬مصداقيتها،‮ ‬وتحاول تعليم أصحاب الخبرة في‮ ‬الصحافة بعملهم،‮ ‬وكان حرياً‮ ‬بكم الارتقاء في‮ ‬الخطاب والتوضيح الموضوعي‮ ‬لما تضمنه المقال،‮ ‬وعدم إغفال جوانب هامة تمس جوهر المشروع وأين‮ ‬يتجه؟‮!‬ 17‮- ‬هناك مغالطة حسب اعتقادي،‮ ‬حين تقولون بأن المشروع‮ ‬غير مسبوق على مستوى العالم،‮ ‬إذ معلوماتنا تفيد بأن المؤسسين للمشروع اطلعوا على التجارب المشابهة التي‮ ‬طبقت في‮ ‬عشر دول عالمية منها هونغ‮ ‬كونج،‮ ‬أستراليا،‮ ‬بعض الدول الأوربية،‮ ‬وسنغافورة التي‮ ‬تستعينون بأحد خبرائها في‮ ‬هذا المجال حالياً،‮ ‬وذلك عبر زيارات تمت لهذه الدول‮.‬ 18‮- ‬أما عن الإشادات بالمشروع،‮ ‬فهي‮ ‬حتمية وأكيدة،‮ ‬إذ هذا المشروع جاء من وحي‮ ‬إدراك القيادة بأهميته،‮ ‬وبسعي‮ ‬طموح من ولي‮ ‬عهدنا الكريم،‮ ‬بالتالي‮ ‬الوفود التي‮ ‬تطلع عليه ستعجب بأهدافه ومضمونه،‮ ‬وبالتأكيد ستشيد بآلية تطبيقه،‮ ‬خاصة وأنني‮ ‬أستبعد أنه في‮ ‬أي‮ ‬استعراض لهم بشأن المشروع ستبينون الانتقادات الموجهة له وبعض السلبيات التي‮ ‬تطاله،‮ ‬مثال ذلك نظامكم الذي‮ ‬تم اختراقه‮. ‬وإن كانت الإشادة في‮ ‬ظل معرفة بهذه الأخطاء فإنها كارثة حقيقية‮. ‬والإنصاف‮ ‬يقتضي‮ ‬منكم ذكر جميع الحقائق لا الاقتصار على ما‮ ‬يدعم موقفكم‮.‬ 19‮- ‬نحن نربأ بكم أيضاً‮ ‬أن تعملوا على إفشال هذا المشروع والدفع به للتقهقر إلى الخلف،‮ ‬بيد أنكم أنتم من صدرت بحقكم تصريحات تشير لانحراف المشروع،‮ ‬وبالتالي‮ ‬أنتم مطالبون بإرجاعه إلى مساره الصحيح،‮ ‬وهنا نجدد رفضنا الشديد لأن‮ ‬يتعرض مشروع‮ ‬يقف وراءه سمو ولي‮ ‬العهد للتخبط والفشل،‮ ‬فسمو ولي‮ ‬العهد لا‮ ‬يقف إلا وراء المشاريع الناجحة،‮ ‬وأي‮ ‬فشل هنا سيحسب على الأدوات التي‮ ‬تطبقه‮.‬ هذا تفنيد للرد الذي‮ ‬نشكر الهيئة عليه،‮ ‬مع العلم بأننا في‮ ‬عمودنا السابق لم نذكر إلا ما‮ ‬يتمثل بـ‮ ‬3٪‮ ‬من الملاحظات التي‮ ‬نملكها،‮ ‬والتي‮ ‬سنحرص على أن تصل للجهة العليا المسؤولة عن المشروع،‮ ‬خاصة وأن تعاطي‮ ‬الهيئة‮ ‬يبدو واضحاً‮ ‬عبر ردها أعلاه‮.‬