فيصل الشيخ
؟ يبدو أنه بات مكتوباً على البحرين أن تمتزج أفراحها بمظاهر معاكسة، سواء بخروج مسيرات ومظاهرات أو أعمال عنف وتخريب. وهذه سمة باتت واضحة تستغلها بعض الجهات بطريقة تشير لوجود رغبة بألا يهنأ الوطن بذكرى أي مناسبة وطنية. في العيد الوطني تظهر جهات تريد تنغيص فرحة الوطن، وفي ذكرى الميثاق، يريد البعض تحويلها لمواجهة بين النظام والداعين للاستقواء عليه والطعن فيه، وفي مناسبات أخرى يكون السعي للانتقاص من البحرين وما تحقق فيها عبر مظاهر تتحرك لتنفذ أجندة البعض الذي يبدو أن فرحة الوطن والمواطنين بالمناسبات السعيدة تضيق صدره. أي وطنية هذه التي تعمل على قمع وقتل أفراح الوطن، وإبدالها بمظاهر تخدم أهداف بعض الجهات التي لا تريد الخير للوطن؟!
؟ الكثيرون أشادوا بموقف النائب الوفاقي محمد المزعل ورده القوي على تصريحات أحد البرلمانيين الإيرانيين التي تطاول فيها على البحرين. ونحن بدورنا نؤكد على ما فعله المزعل، ونتمنى أن تتكرر مثل هذه المواقف بشأن العديد من الأمور والملفات، لا أن تنحصر فقط في قضية إدانتها من المسلمات، وتعبر عن موقف كل بحريني غيور مخلص محب لوطنه. لكن وسط ذلك مازلنا نبحث عن موقف للمزعل وآخرين غيره بشأن المخطط الإرهابي الذي استهدف البحرين، وحول مظاهر العنف والتخريب في البلاد، وحول دعوات التحريض والتحشيد ضد النظام، إذ إزاء هذه الملفات مازال السكوت هو سيد الموقف. فعسى المانع خير؟!
؟ بشأن التصريحات الإيرانية المتكررة من شخصيات هناك تمس سيادة البحرين وتتطاول على وطننا، فإننا لا نستغرب حصول ذلك أبداً، بل نمضي لنؤكد أن هذه الأمور ما كان لها أن تحصل، لولا وجود إدراك من قبل بعض الطامعين هناك بأن في البحرين فئات تخدم بتحركاتها هذا الأطماع. فئات تنتقص من سيادة الدولة وتدعو للانقلاب على النظام. فئات ولاؤها ليس للوطن، لكن ولاءها في الخارج. بالتالي لم لا يستغل البعض في إيران هذه الأمور وينفذ من خلالها أجندته؟! مؤسف أن نفكر بأن بين ظهرانينا بحرينيين يعملون بطريقة تتسق مع توجهات الطامعين فينا، ويتحولون بذلك إلى طابور خامس صريح.
؟ أوردنا بعض الملاحظات بشأن هيئة تنظيم سوق العمل، بعضها يكشف عن تخبطات وسوء إدارة، ومازلنا ننتظر إيضاحاً من الهيئة بشأن ذلك، إلا أننا لم نستلم أي رد في هذا الجانب، ما يدفعنا للقول بأن السكوت علامة الرضا، ويدفعنا لكشف المزيد من الأمور في هذا الجانب، إذ كما ذكرنا سابقاً بأن الرفض كل الرفض لأن يتعرض مشروع وطني يقف وراءه سمو ولي العهد الأمين لمعوقات وسوء تنفيذ تقوده للفشل. ما أريد قوله هنا، بأن سكوت الجهة المعنية والتزامها الصمت، لا يعني غلق الملف أبداً.
؟ أتمنى أن توجه الجهة العليا المسؤولة عن مشاريع الدولة ومن ضمنها مشروع سوق العمل بعض موظفيها للذهاب في الخامسة والنصف صباحاً لمبنى الهيئة لترى الطوابير الطويلة التي تقف عند الباب حتى الساعة السابعة صباحاً حين يأتي موظف الأمن ليأخذ قائمة بأسماء المخلصين أو المراجعين ليتحصلوا بعدها على أرقام للمراجعة، والتي بدورها تقتصر على عدد معين في اليوم، الأمر الذي يعني أن من يريد الاستفادة من خدمات الهيئة عليه أن يصلي الفجر ويقف بعد ذلك على بابها حتى تشرق الشمس حتى يأتي الموظفون إلى مكاتبهم. والسؤال هنا، أهذه آلية عمل صحيحة ومتطورة في هيئة يفترض أنها تنظم عمل السوق؟! طوابير العيش تحصل في دول العالم الثالث، لكن هنا لدينا طوابير من نوع آخر، سببها آلية عمل بدائية، وكأنه لا توجد حلول عديدة أحدها حجز المواعيد عبر شبكة الإنترنت.
؟ كتبنا عدة مرات عن معاناة الناس بسبب وضع حد أقصى لمجموع راتب الزوجين (1200 دينار) للتحصل على الخدمات الإسكانية، وطالبنا النواب بالتحرك في الموضوع الذي هو أصلاً موجود منذ سنوات مضت، خاصة وأن وزارة الإسكان عازفة عن التوضيح للرأي العام بما يقنع الناس، ويبدو أن ذلك إدراك منها لاستياء الناس مما يحصل. عموماً أحد النواب الكتبة الذين نقدرهم ونحترمهم، كتب يرد علينا بأن كتلته فعلت واجتهدت وعملت وسعت وقدمت مقترحات في هذا الشأن. بيد أننا نقول لأخينا الكريم بأن ذلك لا يكفي، فكثير من المقترحات والمشروعات في مجلسكم تتأخر، وهذا التأخير لا يصب في مصلحة المواطن، إذ ماذا بعد المقترح، هل تم إلغاء هذا الشرط القاسي، أم هل تحصل على من يريد خدمة إسكانية عليها؟! أو هل حلت مشكلة الإسكان برمتها؟! يا أخي العزيز تحركوا بقوة أكثر، وإن استلزم الموضوع مساءلة الوزارة والإعلان للناس بأن هذه المسألة لابد وأن يوضع حل لها.
؟ هنا سنستغل المساحة لنسأل، ما هي آخر أخبار تقارير الرقابة المالية، هل تم إخراجها من الأدراج ونفض الغبار عنها؟! أم أن العمل جار الآن لإيجاد مكان بينها لتقرير الديوان الأخير؟! يا جماعة أخرجوا هذه الملفات وحاسبوا المقصرين وضعوا حداً للتجاوزات وحالات الفساد الإداري والمالي.
؟ تغيب بعض النواب مازال مستمراً عن الجلسات. ولا أدري هل يقبل هؤلاء النواب أن يخذلوا الشعب الذي انتخبهم، وهل يقبلون أيضاً أن يتقاضوا مكافآت في آخر الشهر عن عدم حضورهم والقيام بعملهم؟! لا نعتقد أن أحداً يقبل بأن يكون مطعمه وملبسه ومأكله ومشربه من حرام!
؟ نشد على يد وزير التربية الدكتور ماجد النعيمي بشأن قرار نظام الحضور والانصراف الآلي في الوزارة والمدارس، والذي من شأنه الحد من حالات التسيب والغيابات في قطاعات الوزارة، وهذا القرار يأتي في ظل وجود استياء إزاء هذه التجاوزات وعدم ضبط العملية، حتى أصبحت بعض إدارات الوزارة ومدارسها وكأنها وكالة بلا بواب، لا انضباط فيها ولا احترام لوقت العمل.
؟ غريب أمر بعض المسؤولين، حين تلتبس عليهم الأمور، ويظنون أن قطاعاتهم تحولت لملك خاص لهم، وأنها بمثابة البيت الذي يملكونه أو الشركة التي هم مسؤولون عنها. يحاربون الصحافة إن هي انتقدت ومارست مهمتها، ويختزلون عمل القطاعات في شخوصهم. بل الكارثة أن تصدر بيانات عن هذه القطاعات تشير فيها إلى أن المسؤول هذا أو ذاك لم يسئ لأحد في حياته المهنية والشخصية، وكأن هذه القطاعات تعلم بالسيرة الشخصية الكاملة لمسؤولها حتى قبل أن يتولى مسؤوليتها. عموماً مبروك، إذ يبدو أن لدينا في مناصب الدولة أناساً معصومين عن الخطأ، بالتالي عيب عليكم يا صحافة حين تقولون بأن المعصومين يخطئون!