مخاوف عربية من تقلص فرص الوظائف في‮ ‬الخليج

توقع مسؤولو توظيف عرب تراجعا لأعداد العمالة الوافدة إلى الدول الخليجية في‮ ٩٠٠٢ ‬بحدود ‮٠٣ ‬٪‮ ‬مع استحكام الأزمة المالية،‮ ‬خصوصا في‮ ‬الإمارات وقطر والكويت،‮ ‬مستثنين من ذلك السوق السعودية الأكبر خليجيا،‮ ‬والتي‮ ‬يتوقع أن تستقبل المزيد من العمالة،‮ ‬في‮ ‬ضوء كبر حجم النفقات في‮ ‬الميزانية السعودية التي‮ ‬أعلنتها المملكة‮ ‬يوم الاثنين الماضي‮.‬
وأعلنت العديد من الشركات الخليجية الكبرى عن تخفيضات كبيرة في‮ ‬أعداد موظفيها نتيجة توقف بعض مشروعات،‮ ‬وتراجع مبيعاتها مؤخرا بسب الأزمة المالية،‮ ‬وانطلقت حركة‮ »‬التفنيشات‮« ‬من الإمارات خاصة من دبي‮ ‬التي‮ ‬بدت الأكثر تضررا في‮ ‬الخليج من الأزمة المالية العالمية،‮ ‬وكانت طلقة البداية من شركات كبرى مثل إعمار ونخيل وداماك‮.‬ووفقا لإحصائيات منظمة العمل العربية عن العام ‮٦٠٠٢ ‬يبلغ‮ ‬عدد الوافدين في‮ ‬الدول الخليجية ‮٣١ ‬مليونا من جملة السكان البالغ‮ ‬عددهم ‮٥٣ ‬مليون نسمة،‮ ‬منهم ‮٤‬‭,‬‮٦ ‬ملايين في‮ ‬السعودية و‮٥‬‭,‬‮٣ ‬ملايين في‮ ‬الإمارات و‮٥‬‭,‬‮١ ‬مليون في‮ ‬الكويت و‮٧٧٦ ‬ألفا قي‮ ‬قطر و‮٠٣٦ ‬ألفا في‮ ‬عمان و‮٣٨٢ ‬ألفا في‮ ‬البحرين،‮ ‬لكن هذه الأرقام ارتفعت كثيرا خلال العامين الماضيين،‮ ‬حيث تشير بعض الإحصائيات إلى وجود ‮٨‬‭,‬‮٨ ‬ملايين وافد في‮ ‬السعودية وحدها‮.‬
تراجع الوظائف والرواتب
وتوقع تقرير حديث هبوط عمليات التوظيف في‮ ‬دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬إلى أدنى مستوياتها خلال السنوات الثلاث المقبلة مع تخطيط الشركات العاملة في‮ ‬قطاعي‮ ‬التصنيع والخدمات لتخفيض رواتبها،‮ ‬بدلا من إضافة وظائف جديدة‮.‬
وقال تقرير لشركة‮ »‬أدفانتج‮« ‬للاستشارات الإدارية والاقتصادية التي‮ ‬تتخذ من الكويت مقرا إنه منذ أكتوبر الماضي‮ ‬وحتى ديسمبر الجاري،‮ ‬فقدت سوق العمل في‮ ‬منطقة الخليج العربي‮ ‬ما بين عمالة متدنية وإدارة رفيعة نحو ‮٠٣ ‬ألف وظيفة،‮ ‬ويتوقع الإعلان عن فقدان ‮٠٣ ‬ألف وظيفة أخرى بنهاية الربع الثاني‮ ‬لعام ‮٩٠٠٢. ‬وقالت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة صفاء الهاشم لـ»الأسواق.نت‮« ‬إن العام ‮٩٠٠٢ ‬سيشهد تراجعا لمعدلات توظيف العمالة الوافدة في‮ ‬دول الخليج بين ‮٦٢-٠٣ ‬٪،‮ ‬موضحة أن تراجع التوظيف في‮ ‬الإمارات وسلطنة عمان والبحرين بين المواطنين والوافدين سيكون بحدود ‮٩١ ‬٪،‮ ‬وإن معدل التراجع سيكون جليا في‮ ‬القطاع الاستثماري‮ ‬والمصرفي،‮ ‬لكنه سيحافظ على استقراره في‮ ‬قطاعات البنية التحتية والصحة والتعليم والبتروكيماويات‮.‬
وأشارت الهاشم إلى أن حركة‮ »‬التفنيشات‮« ‬التي‮ ‬انطلقت مؤخرا كانت قاسية،‮ ‬داعية إلى البحث عن وسائل بديلة لاستيعاب هذه العقول التي‮ ‬تم الاستغناء عنها في‮ ‬وظائف معينة وإعادة تأهيلها لتولي‮ ‬مسؤوليات أخرى‮.‬
وأكد تقرير أدفانتج‮ -‬في‮ ‬استبيان تم إجراؤه في‮ ‬كل من سلطنة عمان ودبي‮ ‬والكويت وأبو ظبي‮ ‬على مؤشر وصل إلى أكثر من ‮٥٦ ‬٪‮ ‬بوجود أزمة ثقة بين الشركات والعاملين لديها،‮ ‬نظرا لعدم توافر مستوى شفافية عال لدى قرار الإدارة العليا بتقليص العمالة‮.‬
والتواصل مع موظفيها بطريقة أكثر اطمئنانا‮.‬
وأوضحت الهاشم أن حركت التفنيشات طالت العمالة الأسيوية بصورة أكبر من العربية؛ نظرا لضخامة أعدادها من ناحية،‮ ‬ونظرا لوجود حسابات سياسية وحساسيات خاصة تجاه العمالة العربية‮.‬
كما استبعدت الهاشم حدوث‮ ‬غزو للعمالة الأوروبية إلى دول الخليج بعد فقدانها وظائفها في‮ ‬بلدانها الأصلية،‮ ‬نتيجة عمليات التسريح الواسعة في‮ ‬القطاع المالي‮ ‬والصناعي،‮ ‬موضحة أن السبب في‮ ‬رأيها‮ ‬يرجع لارتفاع تكلفة العامل الأوروبي‮ ‬وتشدد الضمانات التي‮ ‬يحصل عليها في‮ ‬عقود العمل،‮ ‬ومشيرة‮ -‬في‮ ‬هذا الصدد‮- ‬إلى قطاع التأمين وإعادة التأمين الذي‮ ‬يحتاج أعدادا كبيرة من الخبرات الأوروبية،‮ ‬ولكن نسبة التوظيف صفرية حتى الآن بسبب عدم رغبة الشركات الخليجية في‮ ‬تحمل أعباء كبيرة‮.‬