التكامل المؤسسي‮ ‬مفتاح نجاح الخطة الوطنية لسوق العمل

كتب‮ – ‬محرر الشئون الاقتصادية‮:‬
افادت نشرة جديدة لهيئة تنظيم سوق العمل ان التكامل المؤسسي‮ ‬بين ادوار ومهام كل من وزارة العمل وهيئة تنظيم سوق العمل وصندوق العمل‮ ‬يعتبر مفتاح الكفاءة والنجاح في‮ ‬إدارة سديدة وفعالة لسوق العمل،‮ ‬الامر الذي‮ ‬يتطلب الاسترشاد بخطة واضحة ومحددة الاهداف لما‮ ‬يتعين انجازه ضمن المدى القصير والمتوسط والبعيد الامد‮. ‬واضافت النشرة الخاصة بـ‮ »‬الخطة الوطنية لسوق العمل‮« ‬ان ادارة سوق العمل بكفاءة‮ ‬يستدعي‮ ‬تحقيق انسجام وتعاضد بين سياسات وبرامج توظيف العمالة البحرينية وادارة العمالة الاجنبية وتدريب وتأهيل القوى العاملة البحرينية،‮ ‬بما‮ ‬يفرض الاتفاق على مبادئ تحكم الصياغة السليمة للسياسات المختلفة،‮ ‬وتعكس درجة التوافق الاجتماعي‮ ‬عليها‮.‬
واوضحت النشرة ان الخطة الوطنية لسوق العمل تبرز بوصفها ضرورة موضوعية‮ ‬يتطلبها حجم ونوعيّة مهام إدارة سوق العمل،‮ ‬وتعكس المنحى الجديد في‮ ‬اتخاذ القرارات القائمة على الوقائع والاهداف‮. ‬
وبينت النشرة ان الخطة الوطنية تمثل كذلك برنامج عمل‮ ‬يتسم بالشمولية في‮ ‬تغطية كافة المجالات الاربعة لادارة سوق العمل‮: ‬ظروف وشروط العمل،‮ ‬سياسات التوظيف والتدريب،‮ ‬العلاقات العمالية والابحاث ومعلومات سوق العمل،‮ ‬وبهذا فإنها تمثل تراكما خلاقا للتجارب السابقة ورؤية واعدة للمستقبل‮.‬
واشارت النشرة الى ان دخول مملكة البحرين القرن الحادي‮ ‬والعشرين قد شهد تحولات جذرية في‮ ‬مختلف مناحي‮ ‬الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،‮ ‬دشنها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمشروعه الاصلاحي‮ ‬الرائد الهادف الى تمكين الانسان البحريني‮ ‬من الاسهام النشط والفعال في‮ ‬مسيرة تنمية المجتمع بوتيرة سريعة ومستدامة،‮ ‬ومن اجل ان تحتل المملكة مكانتها المرموقة في‮ ‬الاسرة الخليجية والعربية والدولية،‮ ‬مشروع طموح وشجاع من اجل وطن‮ ‬يعتز بابنائه وابناء‮ ‬يفخرون بولائهم لوطنهم ويساهمون في‮ ‬تقدمه وازدهاره‮.‬
ان المشروع الاصلاحي‮ ‬تجسد في‮ ‬حزمة متكاملة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي‮ ‬وجدت ترجمتها في‮ ‬سياسات وبرامج تفتح آفاقا جديدة امام تدفق الطاقات الابداعية المخزونة في‮ ‬مواطني‮ ‬المملكة،‮ ‬وخاصة امام جيل الشباب الذي‮ ‬يمثل وعد الحاضر والمستقبل‮.‬
ولفتت النشرة الى ان مشروع اصلاح سوق العمل برعاية من سمو ولي‮ ‬العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والبرنامج الوطني‮ ‬للتوظيف وقانون التأمين ضد التعطل بدعم من جلالة الملك بوصفه محطات انطلاق مسيرة تفعيل دور الانسان البحريني‮ ‬في‮ ‬التنمية وذلك نظرا لموقع سوق العمل وطبيعة التحديات الراهنة والمستقبلية المرتبطة بمستويات ادائه وتأثيره على كفاءة الاقتصاد الوطني‮. ‬ان هذا الدور الذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يتم دون وجود العامل المنتج في‮ ‬وظيفة منتجة تحقق له سبل العيش الكريم وتسهم في‮ ‬نمو ثروة المجتمع وازدهار الاقتصاد‮.‬
ونوهت النشرة الى ان حجم ونوعية المنجزات التي‮ ‬تحققت عبر السنوات القليلة الماضية وان كانت تمثل مصدر اعتزاز بصواب نهج مسيرة الاصلاح،‮ ‬الا انها لا‮ ‬يمكن ان تكون بأي‮ ‬حال من الأحوال سببا في‮ ‬التوقف عن مواصلة تحديث وتطوير السياسات والبرامج الهادفة الى جعل سوق العمل في‮ ‬مملكة البحرين منبعاً‮ ‬لثروتها‮ ‬غير القابلة للنضوب‮: ‬الانسان البحريني،‮ ‬عاملا كان او صاحب عمل‮. ‬فحجم ونوعية التحديات الراهنة والقادمة على صعيد انعكاسات العولمة تبدو متناقضة ومفاجئة وغنية ولكنها حبلى بالفرص الثمينة التي‮ ‬تستدعي‮ ‬حكمة ومسئولية في‮ ‬التعامل معها‮.‬
وذكرت النشرة ان ذلك‮ ‬يتطلب مراجعة وتقييما مستمرين لسياسات سوق العمل،‮ ‬وتحديث منتظم لمختلف البرامج لتواكب المتغيرات السريعة لسوق‮ ‬يشهد منافسة شديدة على كافة الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية‮. ‬ويتطلب ذلك بالدرجة الاولى بوصلة ترشد السياسات الى الوجهة الصحيحة التي‮ ‬تلتقي‮ ‬عندها مصالح كافة الاطراف الفاعلة في‮ ‬سوق العمل،‮ ‬بوصلة تعمل وفق مبدأ الحوار الاجتماعي‮ ‬البناء والمتكافئ الهادف الى تحقيق التوازن والعدالة الاجتماعية المحفزة للنمو الاقتصادي‮ ‬والمعززة للاستقرار السياسي‮ ‬والاجتماعي‮.‬
الى ذلك،‮ ‬قالت النشرة ان خطوة انشاء هيئة تنظيم سوق العمل وصندوق العمل تأتي‮ ‬بوصفها استمرارية لتعزيز الصفة المؤسسية للحوار الاجتماعي‮ ‬الفعّال،‮ ‬وتطويرا للخدمات المقدمة للمواطنين قائمة على التخصص والاحتراف والشراكة،‮ ‬ودعما للدور الحيوي‮ ‬الذي‮ ‬تضطلع به وزارة العمل في‮ ‬تنفيذ مهامها الأساسية في‮ ‬إدارة سوق العمل في‮ ‬مختلف المجالات‮.‬
واوضحت النشرة ان أهداف الخطة الوطنية لسوق العمل تتمثل بالسعي‮ ‬نحو تحقيق التوافق الوطني‮ ‬بين الأطراف الثلاثة لسوق العمل‮ (‬الحكومة‮ ‬،‮ ‬اصحاب الاعمال،‮ ‬العمال‮)‬،‮ ‬دعم القطاع الخاص ليكون المحرّك الاساسي‮ ‬للنمو،‮ ‬تحقيق التوازن في‮ ‬توفير احتياجات المشروعات ورجال الاعمال من العمالة الوافدة،‮ ‬تمكين البحرينيين ليكونوا الخيار المفضّل في‮ ‬التوظيف،‮ ‬الحد من ظاهرة العمالة السائبة والممارسات‮ ‬غير القانونية في‮ ‬سوق العمل،‮ ‬وتسهيل الاجراءات وسرعة انجاز المعاملات وبكفاءة عالية‮.‬
وبينت النشرة ان آليات تحقيق الأهداف والسياسات المرسومة في‮ ‬الخطة الوطنية لسوق العمل تتلخص بضرورة البدء في‮ ‬التدشين الكامل لخدمات الهيئة والتي‮ ‬بدورها ستنعكس على تفعيل دور صندوق العمل لما سيوفره ذلك من مبالغ‮ ‬مالية لتنفيذ برامجه الرامية الى دعم القطاع الخاص،‮ ‬اصدار القرارات الادارية المنفذة لاحكام القانون رقم‮ (٩١) ‬لسنة ‮٦٠٠٢ ‬بشأن تنظيم سوق العمل،‮ ‬والمنظمة لعمل الهيئة والمحددة لآلية عملها من اجل تحقيق التوافق الوطني‮ ‬بين الاطراف الثلاث لسوق العمل،‮ ‬اطلاق فترة تصحيح الاوضاع‮ ‬غير القانونية لاعطاء الفرصة للعمال واصحاب الاعمال لتصحيح اوضاعهم‮ ‬غير القانونية،‮ ‬وتهيئة سوق العمل للالتزام بأحكام قانون تنظيم سوق العمل للحد من الممارسات‮ ‬غير القانونية في‮ ‬سوق العمل وتحديث قاعدة بيانات الهيئة،‮ ‬وضع الخطط التشغيلية للجهات الثلاث‮ (‬وزارة العمل‮ ‬،‮ ‬هيئة تنظيم سوق العمل‮ ‬،‮ ‬صندوق العمل‮) ‬لتحقيق الاهداف المشار اليها في‮ ‬السياسات العامة والتوجهات،‮ ‬وستحقق نتائج ايجابية اذا ما تم وضع تلك الخطط على أسس متينة وسليمة،‮ ‬مع تركيز خاص على ضمان التوازن بين ادارة منح تراخيص العمالة الاجنبية ومتطلبات حماية العمالة الوطنية من خلال الترابط والانسجام بين خطة العمل في‮ ‬كل من وزارة العمل وهيئة تنظيم سوق العمل،‮ ‬ومراجعة دورية للخطة كل ستة اشهر لقياس مستوى الأداء وضمان سلامة سير العمل فيها بالتنسيق مع الجهات المعنية‮.‬
وذكرت النشرة ان اهم مقومات نجاح الخطة ومواجهة التحديات التي‮ ‬تعترضها القرار السياسي‮ ‬الداعم لتوجهات الهيئة للحد من الممارسات‮ ‬غير القانونية في‮ ‬سوق العمل،‮ ‬توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لتنفيذ برامج الهيئة،‮ ‬والتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة بتنظيم سوق العمل‮.‬
واشارت النشرة الى ان فتح الاسواق مع دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬ومع الدول العربية الاخرى‮ ‬يجب ان‮ ‬يؤدي‮ ‬الى عدم الاضرار بالقدرة التنافسية المحلية،‮ ‬بل الى تطويرها نحو الأفضل وذلك من خلال تشجيع حرية انتقال العمالة المواطنة بين دول مجلس التعاون الخليجي،‮ ‬تكامل اجراءات مكافحة الظواهر السلبية الناجمة عن سوء استخدام العمالة الاجنبية وتعزيز التنسيق المشترك لمعالجة الاثار السلبية للعمالة الاجنبية على التركيبة السكانية والديموغرافية في‮ ‬دول مجلس التعاون الخليجي،‮ ‬التنسيق في‮ ‬مجال فرض الرسوم بحيث لا تكون هنالك فوارق كبيرة في‮ ‬الرسوم المفروضة على الخدمات تؤثر سلبيا على حركة الاستثمار في‮ ‬دولة على حساب الاخرى،‮ ‬تشجيع حركة رؤوس الاموال الخليجية بما‮ ‬يساهم في‮ ‬توفير فرص العمل للمواطنين،‮ ‬تنسيق وتوحيد المواقف على الاصعدة العربية والعالمية،‮ ‬وتعزيز تكامل السياسات الاقتصادية والعمالية والاجتماعية بين دول مجلس التعاون الخليجي‮.‬