ياسمين خلف
ما يحدث في هيئة تنظيم سوق العمل لا يمكن السكوت عنها، فتعطل مصالح الناس وتكبدهم الخسائر أمر مرفوض ولا يمكن أعطاء التبريرات التي لن تصرف في أي بنك!! أفمن أجل تعديل وضع ندمر أوضاع الناس ونهدد أرزاقهم؟ ذلك ليس انتقاصا من جهود الحكومة في ما تقول بأنه تنظيم، ولكن لابد من التأكد من جهوزية الهيئة قبل البدء في هذا المشروع الكبير.
جولة قصيرة لمبنى الهيئة تكفي للوقوف على آهات المتعاملين معها، والذين عليهم أن يتواجدوا في المبنى من ”الغبشة” ليتمكنوا من أخذ رقم الطابور الكبير الذي ترى نهايته دون بدايته، تصوروا أن الوصول عند الساعة الثامنة صباحا يعني متأخراً جدا، فكل الأرقام تنفد، وعليك أن تعاود الكرة في اليوم التالي!، وان كنت محظوظا وحصلت على رقم فهذا يعني انتظارك لساعات تصل إلى وقت الظهيرة لتتمكن من البدء في إجراءاتك التي حتما لن تنتهي إلا بعد أشهر. أحدهم وهو مقاول أحسست أنه لو تمكن لارتكب جريمة في المسؤول هناك والذي بحسبه ”يسوي روحه ما يعرف عربي ويتكلم بالإنجليزي! كل الناس تعرف إنجليزي.. يا أخي في ذوق في التعامل، خصوصا إذا كان طرفا الحوار عربيين” لندع ذلك لنقول الأهم بأن هذا المقاول مرتبط بعقود لبناء فلل بأكثر من 250 ألف دينار، وعليه البدء فيها هذه الأيام، رغم أن أحدا من العمّال ممن طلبهم لم يصل بعد وذلك للإرباك الذي أحدثته له الهيئة، إذ قيل له بعد أن أتم المتطلبات من تصوير جوازات العمّال، تمهيدا لاستصدار الفيزا، أن المعاملة تنتهي بعد 10 إلى 14 يوماً، انتظر أكثر من شهر ولا شيء مما قيل حدث، وبعد مراجعات مُرّة قالوا له ببرود: الموظف نقل اسم العامل خطأ فقدم طلباً جديداً، وبعد ذلك قالوا له إن الطلب الثاني ضائع ”يا سلام” لديه مصالح ولديه عقود مع خلق الله وهم يقولون ”عفوا حاول مرة أخرى”.
”اللهم طولك يا روح” وكأني أسمعه يقولها في نفسه.. أرسل الطلب من جديد والفيزا تتطلب منه دفع 200 دينار للعامل، والأخير ”العامل” يريد العمل في أي مكان فيرسل طلب العمل لعدد من المكاتب ليصل في النهاية إلى أن يخسر المقاول أمواله ويضيع وقته والعامل يذهب لغيره لا لشيء سوى أن موظف الهيئة نقل البيانات ”بالغلط”، وها هو يضع يده على قلبه عندما يرى التواريخ تجري والوقت يقترب من ساعة الصفر للبدء في العقود التي ابرمها مع الناس.
لا ننكر المهمات التي يقوم بها الموظفون فهي كثيرة، ولكن أليس الأجدى أن تجند الهيئة الموظفين قبل البدء في المشروع ”شغلوا العاطلين يا جماعة”، لا نلوم الموظفين كثيرا فهم بالتالي بشر ويخطئون، ومن يعمل كثيرا يخطئ كثيرا، ولكن التأخير الذي يعاني منه المتعاملون مع الهيئة غير مبرر، خصوصا أنهم اليوم استشعروا بأنهم في يوم من الأيام ظلموا وزارة العمل التي كانت تنجز ذات المهمة خلال أسبوعين لا شهرين أو ثلاثة، كما يحدث الآن في هيئة ”أرباك” عفواً تنظيم سوق العمل.