جمال زويد
لا أدري ما هي العلاقة بين هذين الخبرين؟! أو: هل توجد علاقة بينهما؟ أو: هل أن الخبر الثاني هو بمثابة رد على الخبر الأول؟ الخبر الأول: نشرته جريدتنا الموقرة «أخبار الخليج« بتاريخ 14 يوليو الحالي على لسان السيد أكرم مكناس رئيس مجلس إدارة شركة فورتشن بروموسفن انتقد فيه الوضع السياحي في البحرين قائلاً: «إن ما تقدمه البحرين اليوم من خدمات باسم السياحة لا تشكل سوى جزء ضئيل جدا من الصناعة السياحية« ودعا «الى تقديم صناعة متكاملة تشمل إلى جانب الفنادق وخدماتها، مرافق ومنتجعات سياحية متكاملة التي تتضمن الملاهي والمسابح والرياضات البحرية في دولة كالبحرين تملك مقومات طبيعية هائلة لإقامة سياحة شاطئية للعالم«. وطالب «بأن تشتد الرقابة على نوعية الخدمات التي تقدمها المرافق المعنية، فمن السهل استقطاب السياح من خلال مرافق تقدم لما يسمى بـ (الجنغل بار)، غير أن هذه الفكرة تؤسس لمستوى هابط من الصناعة السياحية لا تليق بمركز دولة لدى شعبها موروث ثقافي وتاريخي وعقيدي راسخ مثل البحرين التي كانت قبلة للزائرين والسياح منذ عصور التاريخ وحقبه المختلفة.
نحن بحاجة اليوم إلى رقابة توطن نوعها من السياحة التي تقدم للبحرين عنوانا مشرقا يعكس تاريخه التليد الزاخر بالقيم، وهنا أؤكد تأييدي الكامل لأية خطوة أعلن عنها وزير الإعلام لاتخاذ إجراءات صارمة لتعديل الأوضاع وعدم السماح لأي متجاوز أو متطاول على الآداب والأنظمة والقوانين والأخلاقيات العامة للمضي قدما نحو هدم الواقع السياحي في البلاد، وهو واقع ما زال هشا وفق التقييمات العالمية للصناعة السياحية«.
أما الخبر الثاني: فقد جاء في اليوم التالي لتصريح السيد أكرم مكناس وحمل عنوان «تأشيرة الزيارة للهنود والروس من المطار« حيث سيتمكن الهنود والروس من الحصول على تأشيرة زيارة من المنافذ من دون طلبها مسبقاً والحصول على كفالة.
وإذا تفهمنا مسألة السماح للهنود باعتبار حجم العمالة الموجودة منها في البلد والحاجة الى دخول أقاربهم مع تحفظنا على ذلك بسبب هشاشة إجراءات متابعة وملاحقة العمالة الهاربة في البلاد والمنتهية إقامتهم، وأعدادهم في خانة العشرات وربما المئات من الآلاف إلا أنه من الصعب استيعاب السماح للروس بدخول البلاد على هذا النحو، وكلّنا يعرف نوع وخطورة المنتج الروسي الذي لا يأتينا منه سوى المزيد مما حذّر منه السيد أكرم مكناس من استمرار هدم الواقع السياحي في البلاد.
من المفيد إعادة النظر في هذا القرار المتعلق بفتح الباب واسعاً للروسيات دخول البلاد ومن المفيد أيضاً أن نتدارس تصريح السيد أكرم مكناس وخاصة أنه ليس من علماء الدين وليس من جمعية المنبر الإسلامي أو الأصالة أو الوفاق وليس من المتشددين كما يحلو لبعض من تعرفونهم (أجلكم الله) وصف من ينتقدون واقعنا السياحي السيء.