أكد رئيس مؤسسة غالوب باكستان التابعة لمؤسسة غالوب الدولية الدكتور إيجاز شافي جيلاني على ضرورة تفكير دول الخليج في المستقبل ووضع الخطط بعيدة المدى، لافتاً إلى سلبيات التقوقع على الذات أو الانغماس في الماضي، حتى تتمكن هذه الدول من تحقيق المكانة المأمولة لها في العالم الحديث. وقال إنه يجب النظر إلى التحديث ومواكبة العصر على أنه فرصة وليس تهديداً. واستشهد بمدن عربية إسلامية تاريخية كان لها شأن بسبب انفتاحها وحداثتها آنذاك مثل بغداد ودمشق والقاهرة والتي كان لها الكثير من خصائص المدن الكبرى في العالم الحديث، مشيراً إلى أن تلك المدن استطاعت أن تصل إلى ما وصلت إليه بسبب عدم تقوقعها على ذاتها وماضيها فقط. جاء ذلك في ندوة نظمها مركز البحرين للدراسات والبحوث يوم أمس الإثنين (12 مايو/آيار 2008) حول العمالة المهاجرة، ترأسها الأمين العام الدكتور عبدالله الصادق وافتتحها بكلمة قدم فيها نبذة عن موضوع الندوة والمحاضر.
وقارب الدكتور جيلاني بين دول الخليج والمدن العالمية الكبرى قائلاً إن ثمة تشابه بينها في بعض الخصائص، ومنها تعددية الثقافات والديانات والتي نتجت عن فتح الأبواب للعمالة الوافدة في تلك الدول والمدن والتي أسهمت في التعددية والتنوع. وقال إن من أوجه التشابه بين المدن العالمية الكبرى وبين دول الخليج أيضاً أن كليهما يغلب عليه طابع الاقتصاد الخدماتي الذي تبرز بعض جوانبه في قطاعات مثل الصيرفة والتأمين والمعلومات.
وقال من أهم التغيرات في خصائص العمالة الوافدة في الخليج أنها أصبحت تخدم الاقتصاد والسوق العالمي إلى جانب دول الخليج نفسها، بسبب نمو الأنشطة الاقتصادية في هذه الدول بعد أن كانت العمالة في السابق تسهم فقط في تشييد البنى التحتية بدول الخليج.
وتناول الدكتور جيلاني بشيء من التفصيل العمالة الباكستانية في الخليج مستعيناً بدراسات أجريت على مدى ثلاثين عاماً، وقال إن هناك مليوني باكستاني في الخليج منهم 10٪ محترفون ومدربون تدريباً عالياً بينما البقية (90٪) تتوزع بين أيدٍ عاملة ماهرة وغير ماهرة، وقال إن هذه النسب لم تتغير منذ 30 عاماً بحسب الإحصائيات المتوفرة.